للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأبيات صاحبه بنفسه، وعبر عنها بالأرقم أي أنا في المضرة للعدو بمنزلة الحية، ثم أبدع في وصف الحية كما بينا، ولا يمتنع أن يكون يتمنى هلاكه من لدغ حية كما وصفها.

(٣)

وقال ملحة الجرمي، إسلامي:

(الأول من الطويل والقافية من المتواتر)

أرقت وطال الليل للبارق الومض .. حبياً سرى مجتاب أرض إلى أرض

نشاوى من الإدلاج كدري مزنه ... يقضي بجدب الأرض ما لم يكد

الحبي: سحاب معترض في الآفاق، سمي به لأنه دنا من الأرض، نشاوى سكارى. يقضي أن هذا السحاب الذي سرى طول ليله وجعله نشوان، على المجاز إذا قابل أرضاَ لم يفارقها بمطره حتى يهريق بها من الماء ما يكون فيه عهد وولي في مطرة واحدة، وفراغه من هذا لا يكون سريعاً كأن حاجة السحاب في الأرض المجدبة إحياؤها وإخصابها، فلما فعل ذلك قضى وطره، ولم يكد يقضيه إلا بعد بطء.

تحن بأجواز الفلا قطراته ... كما حن نيب بغضهن إلى بعض

كأن الشماريخ الألي من صبيره ... شماريخ من لبنان بالطول والعرض

حنينها: رعدها، والقطرات جمع قطر، وقطر جمع قطار، وهو قطار الإبل، جعل ذلك للسحاب لورود بعضه في أثر بعض، وقول الديمرتي القطرات جمع قطر أي الناحية ليس بمرض لأن القطر جمعه أقطار، ومن روى "قطراته" جمع قطرة، وجعل لها حنيناً لشدة وقعها، فما أخطأ، والنيب جمع ناب وهي المسنة من

<<  <  ج: ص:  >  >>