طال ليلي بها فبت أنادي ... يا لثارات مستضاء النهار
قامة الفصعل الضئيل وكف ... خنصراها كذينقا القصار
يا لثارات مستضاء النهار يستغيث أن يرد إليه النهار، والفصعل: عقرب صغير، والضئيل: الخفي الشخص، وقوله: كذينقا القصار مدقته وأصله فارسي "كنذير" المعنى: يصفهما بقصر القامة وغلظ الأصابع، وهذه أصواف متنافرة.
(١١)
وقال آخر:
(الأول من الطويل والقافية من المتواتر)
ألام على بغضي لما بين حية ... وضبع وتمساح تغشاك من بحر
تحاكي نعيما زال في قبح وجهها ... وصفحتها لما بدت سطوة الدهر
هي الضربان في المفاصل خاليا ... وشعبة برسام ضممت إلى النحر
إذا سفرت كانت لعينيك سخنة ... وإن برقعت فالفقر في غاية الفقر
وإن حدثت كانت جميع مصائب ... موفرة تأتي بقاصمة الظهر
وإن حدثت كانت جميع مصائب ... موفرة تأتي بقاصمة الظهر
حديث كقلع الضرس أو نتف شارب ... وغنج كحطم الأنف عيل به صبري
وتفتر عن قلح عدمت حديثها ... وعن جبلي طيء وعن هرمي مصر
إنما قال "لما" ولم يقل لمن ليخرجها من جملة الناس أي تحاكي في صفحتها سطوة الدهر، وصفحتها عنقها. المعنى: يشبه امرأة بالحية في خبثها، والضبع في وحشتها، والتمساح في غدرها، واجتماع الغم والمحن برؤيتها، والشعبة الطائفة، ويروى "إن برقعت وبرقعت" والأول أجود، وقوله: فالفقر في غاية الفقر، فيه