للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٦٦٣ - ٢١٤) لا تجهدنَّ فيما لا دَرْك فيه تربح التعبَ، وادحض البخل، وإلا كنت خازن غيرِكَ، ولا تدخرنَّ المالَ لبعل عرسِك، ولا تُظهرنَّ إنكار ما لا عدة معك لدفعه، ولا تلهينك قدرة عن كيد وحيلة (١).

(٦٦٤ - ٢١٥) الدنيا مُرْتَجَعَة الهِبة، والدهر حسود: لا يأتي على شيء إلا غيَّره، ولمن عاش حاجة لا تنقضي، والله يخلف ما أتلف الناسُ، والدهر يتلف ما جمعوا، وكم من ميتة علتها طلب الحياة، ومن حياة سببها التعرض للموت (٢).

(٦٦٥ - ٢١٦) اصبر على عظيمات النوائب لتوقع جسيمات الرغائب، وعلى مداراة العاجل تنل حلاوة الآجل، وإذا انصرف رجاؤُكَ عن صديقك، فألَحقه بأعدائك.

(٦٦٦ - ٢١٧) توقَّ كل التوقي ولا حارس من الأجل، وتوكل كل التوكل ولا عذر في التغرير، واطلب كل الطلب، ولا تسخط لما يجلب القدر (٣).

(٦٦٧ - ٢١٨) لا تستكفينَّ مخدوعًا عن عقله، والمخدوع من بُلِغَ به قدرًا لا يستحقه، أو أثيبَ ثوابًا لا يستوجبه (٤).

(٦٦٨ - ٢١٩) ينبغي للعاقل أن يكون عارفًا بزمانه، حافظًا للسانه، مقبلًا على شأنه، وألا يُرى إلا في ثلاث: تَزَوُّدٍ لمعادٍ، أو قربة، أو لذَّة في غير مُحرَّمٍ (٥).


(١) تسهيل النظر ٢١٦.
(٢) أدب الدنيا والدين ١١٧، وقوانين الوزارة ٩٠.
(٣) قوانين الوزارة ٤٥.
(٤) قوانين الوزارة ١١٤، وتسهيل النظر ١٩٨، ونهاية الأرب ٦: ١١٥، ولباب الآداب ٣٩.
(٥) الأدب الصغير (ضمن رسائل البلغاء) ١٣، وفيه "أو مرمة لمعاش" أي ما يكفي المعاش، وعين الأدب والسياسة ٩١، يضيف عليها: "فكر يقف به على ما يصلحه مما يفسده".

<<  <   >  >>