للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلعل سعد بن سعيد لم يكن في الحفظ عند مالك بحال كتابته عنه، وعلى كل حال فإذا لم يصرح أحد من أئمة هذا الشأن بضعف شيخ لا يدل عدم روايته عن ذلك الشيخ على أنه ضعيف، وقد روى عن سعد بن سعيد: شعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وعبد الملك بن جريج وسليمان بن بلال، وهؤلاء أئمة كبار.

قال أحمد بن حنبل (١) رحمه اللَّه: كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن. قال ابنه عبد اللَّه: يعني في الرجال ونصرة الحديث وتثبته للرجال.

وقال محمد بن سعد: شعبة أول من فتش عن أمر المحدثين وجانب الضعفاء والمتروكين وصار علمًا يقتدى به، وتبعه عليه بعده أهل العراق (٢).

وأما قوله: "قال أحمد بن حنبل: سعد بن سعيد ضعيف. . . إلى آخره.

فنقول: أما ما ذكره عن أحمد والترمذي والنسائي فصحيح، فأما نقله عن أبي حاتم بن حبان أنه قال: لا يجوز الاحتجاج بحديث سعد بن سعيد فهذا وهم منه رحمه اللَّه أو تدليس، فإن هذا الكلام إنما قاله ابن حبان في سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري مولى بني ليث، وليس في كتاب الضعفاء لابن حبان سعد بن سعيد غيره، وقد صرح بنسبه وروايته عن أبيه وأخيه، فأما سعد بن سعيد الأنصاري البريء فإن ابن حبان ذكره في كتاب "الثقات" (٣) في طبقة التابعين فقال: سعد بن سعيد بن قيس بن فهد فهو أخو يحيى وعبد ربه، روى عن أنس بن مالك، عداده في أهل المدينة، روى عنه ابن المبارك، كان يخطئ.

وقد نقل أبو حاتم الرازي عن يحيى بن معين أنه قال: سعد بن سعيد صالح (٤).

وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي: كان ثقة قليل الحديث.


(١) "العلل ومعرفة الرجال" (٢/ ٥٣٩ رقم ٣٥٥٧).
(٢) لم أجده في "طبقات" ابن سعد رحمه اللَّه، ووجدته في "تهذيب الكمال" (١٢/ ٤٩٥) منسوبًا لغيره، واللَّه أعلم.
(٣) "الثقات" (٤/ ٢٩٨).
(٤) "الجرح والتعديل" (٤/ ٨٤).

<<  <   >  >>