للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونصارى نجران عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فتنازعوا في إبراهيم -عليه السلام- فقالت اليهود: ما كان إلا يهوديًّا، وقالت النصارى: ما كان إلا نصرانيًّا، فأنزل اللَّه هذه الآية {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا}. . . (١) الآية.

وقوله تعالى: {شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ} الشكر: تصور النعمة وإظهارها، وقيل: هو مقلوب عن الكشر، أي: الكشف، والشكر يكون بالقلب: وهو تصور النعمة كما ذكرنا، وباللسان: وهو الثناء على المنعم، وبسائر الجوارح: وهو مكافاة النعمة بالطاعات، ومنه قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا" (٢) لما عذل في كثرة الصلاة.

قال بعض المفسرين: كان شكر إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنه كان لا يتغدى إلا مع ضيف فلم يجد ذات يوم ضيفًا فأخذ غداءه فإذا هو بفوج من الملائكة في صورة البشر فدعاهم إلى الطعام فتجملوا له وخيلوا له أن بهم جذامًا فقال: الآن وجبت مؤاكلتكم شكرًا للَّه على أن عافاني وابتلاكم.

أخبرنا أبو الربيع بن قدامة الحاكم، أنا جعفر الهمداني، أبنا أبو طاهر السلفي، أنا القاسم بن الفضل، أنا علي بن محمد السكري، أنا أحمد بن محمد الجوزي، ثنا عبد اللَّه بن محمد بن أبي الدنيا، ثنا محمد بن عبد اللَّه بن المبارك، ثنا أبو أسامة، ثنا محمد ابن عمرو، ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "كَانَ أَوَّلُ مَنْ ضَيَّفَ الضَّيْفَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ" (٣).

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

وأخبرنا إسحاق بن يحيى الأموي، أنا يوسف بن خليل الحافظ، أنا خليل بن أبي الرجاء [الراراني] (٤) ومحمد بن أحمد الصيدلاني قال: أنا الحسن بن أحمد المقرئ


(١) آل عمران: الآية ٦٧.
(٢) رواه البخاري (١١٣٠)، ومسلم (٢٨١٩) من حديث المغيرة -رضي اللَّه عنه-.
(٣) رواه البيهقي في "شعب الايمان" (٧/ ٩٧ رقم ٩٦١٥) من طريق أحمد بن محمد الجوزي.
(٤) في الأصل: الرازي. وهو تصحيف، والراراني براءين مفتوحتين نسبة إلى راران قرية من قرى أصبهان، قاله السمعاني (٣/ ٢٢).

<<  <   >  >>