للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحافظ، أنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، ثنا محمد بن علي الحافظ، أنا الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الفقيه، ثنا القاسم بن زكريا، ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه وأحمد بن سفيان وفياض بن زهير قالوا: ثنا عبد الرزاق، أبنا معمر.

(ح) وأنا أعلى من هذا بدرجة الرباني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطبري بقراءتي عليه بمنى شرفها اللَّه تعالى، أنا علي بن هية اللَّه بن سلامة الفقيه، أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد الإبري، أنا الحسين بن أحمد بن طلحة، أنا علي بن محمد بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما رأى الصور في البيت -يعني الكعبة- لم يدخل حتى أمر بها فمحيت ورأى إبراهيم وإسماعيل بأيديهما الأزلام فقال: "قَاتَلَهُمُ اللَّه، وَاللَّهِ مَا اسْتَقْسَمَا بِالْأَزلَامِ قَطُّ".

هذا لفظ الرواية الثانية، وفي الرواية الأولى "قاَتلَهُمُ اللَّهُ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّهُمَا لَمْ يَسْتَقْسِمَا قَطُّ".

أخرجه البخاري في "صحيحه" (١) عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف، عن معمر به، ورواه أيضًا بنحوه (٢) من حديث كريب عن ابن عباس، وهو في "صحيح مسلم" من هذا الوجه.

وتحتمل الآية هنا الرد أيضًا على اليهود والنصارى في دعوى كل طائفة منهم أن إبراهيم -عليه السلام- كان منهم كما في قوله تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (٣)؛ لأن كلًّا من ملة اليهود والنصارى مشتملة على الشرك كما أخبر اللَّه سبحانه عنهم.

قال ابن عباس وقتادة والسدي وغيرهما من أهل التفسير: اجتمع يهود المدينة


(١) "صحيح البخاري" (٣٣٥٢).
(٢) "صحيح البخاري" (٤٢٨٩).
(٣) آل عمران: الآية ٦٧.

<<  <   >  >>