للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأقرب حمل الأمر هنا على العموم في اتباع إبراهبم عليه الصلاة والسلام في كل شيء إلا ما نسخه اللَّه من ذلك؛ لأنه نقدم أن هذه الآيات بين اللَّه بها أن إبراهيم كان حنيفًا مسلمًا ولم يكن مشركًا ردًّا على المشركين في دعواهم أنهم على دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهم مشركون وهو صلوات اللَّه عليه لم يكن مشركًا، فناسب ذلك الأمر للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- باتباع ملة إبراهيم في دين الإسلام والتوحيد وأعماله، وتندرج أفعال الحج تحت ذلك، وحمل اللفظ على العموم مهما أمكن أولى، واللَّه أعلم.

أخبرنا أبو بكر بن إبراهيم بن عبد الدائم، أنا محمد بن إبراهيم الأربلي، أخبرتنا شهدة بنت أحمد الإبري.

(ح) وقرأت على محمد بن عبد الرحيم، أخبرك يوسف بن محمود الصوفي، أنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أنا نصر بن البطر، أنا عبد اللَّه بن البيع، ثنا الحسين المحاملي، ثنا علي بن شعيب، ثنا سفيان بن عيينة قال: سمع عمرو يعني ابن دينار -عمرو بن عبد اللَّه بن صفوان يحدث، عن يزيد بن شيبان -رضي اللَّه عنه- قال: كنا وقوفًا بعرفة في مكان بعيد من الموقف يباعده عمرو؛ فأتانا ابن مربع الأنصاري -رضي اللَّه عنه- فقال: إني رسول رسول اللَّه إليكم يقول:"كُونُوا عَلَى مَشَاعِرِكمُ هذهِ فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثِ إِبْرَاهِيمَ -عليه السلام-".

أخرجه أبو داود (١) عن عبد اللَّه بن محمد النفيلي، والترمذي (٢) والنسائي (٣)، عن قتيبة بن سعيد، وابن ماجه (٤) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة به فوقع بدلًا لهم عاليًا، وقال الترمذي: حديث حسن، وابن مربع اسمه يزيد بن مربع الأنصاري وإنما يعرف له هذا الحديث الواحد.

قلت: وذكر غيره أن اسم ابن مربع هذا زيد، وقيل: عبد اللَّه، وهو من


(١) "سنن أبي داود" (١٩١٩).
(٢) "جامع الترمذي" (٨٨٣).
(٣) "سنن النسائي" (٥/ ٢٥٥).
(٤) "سنن ابن ماجه" (٣٠١١).

<<  <   >  >>