للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البكري، أنا عبد المعز بن محمد الهروي، أنا تميم بن أبي سعيد الجرجاني، أنا علي بن محمد البحاثي، أنا محمد بن أحمد الزوزني، أنا محمد بن حبان الحافظ، أنا الحسن بن سفيان والحسين بن عبد اللَّه القطان وابن قتيبة قالوا: ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، ثنا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر -رضي اللَّه عنه- قال: دخلت المسجد فإذا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جالس وحده. . . فذكر الحديث بطوله، وفيه: قلت: يا رسول اللَّه كم كتاب أنزل اللَّه؟

قال: "مائة كتاب وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسين صحيفة، وأنزل على اخنوخ ثلاثين صحيفة، وأنزل على إبراهيم -عليه السلام- عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان".

قال: قلت: يا رسول اللَّه ما كانت صحف إبراهيم؟

قال: "كانت أمثالًا كلها أيها الملك المسلط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها في صنع اللَّه، وساعة يخلو فيها لحاجة من المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنًا إلا لثلاث: تزودٍ لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيرًا بزمانه مقبلًا على شانه حافظًا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه".

قلت: يا رسول اللَّه فما كانت صحف موسى؟

قال: "كانت عبرًا كلها: عجيب لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجيب لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك، عجيب لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجيب لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم هو يطمئن إليها، وعجيب لمن أيقن بالحساب غدًا ثم لا يعمل. . . " وذكر بقية الحديث بطوله.

كذا أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (١) بتمامه.


(١) "صحيح ابن حبان" (٣٦١).

<<  <   >  >>