للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومَا هَذِهِ المُقَدِّمَاتُ الَّتِي يَطْرَحُونَهَا ويُدَافِعُونَ عَنْهَا مِنْ خِلالِ مُسَابَقَةِ «شَاعِرِ المَلْيُوْن»؛ إلاَّ دَلِيلٌ ظَاهِرٌ، ونَذِيْرٌ سَافِرٌ إلى تَمْزِيْقِ الأمَّةِ، وتَمْرِيرِ أفْكَارِ ومُخَطَّطَاتِ أعْدَاءِ الإسْلامِ; كَمَا كَانَتْ بالأمْسِ عِنْدَ دُعَاةِ العَامِيَّةِ في مِصْرَ والشَّامِ، وإنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا القَصْدُ وارِدًا في حُسْبَانِ مُحِبِّيهَا اليَوْمَ; لَكِنَّهُ سَيَكُونُ حَقِيْقَةً مُؤْذِيَةً في الأمَدِ القَرِيْبِ إنْ لَمْ تَسْتَيْقِظِ الأُمَّةُ مِنْ سُبَاتِهَا، ويَقُومُ العُلَمَاءُ بِواجِبِهِمْ نَحْوَ هَذَا الخَطَرِ الدَّاهِمِ على فِكْرِ الأُمَّةِ ولُغَتِهَا، فَهَل بَعْدَ هَذَا مِنْ رَجُلٍ رَشِيدٍ يَا أهْلَ الجَزِيرَةِ والتَّوْحِيدِ؟!

* * *

فَلَيْتَ شِعْرِي لَوْ أنَّ هَذِهِ القَالاتِ والشُّبَهَاتِ كَانَتْ وَقْفًا على أفْكَارِ وألسِنَةِ أعْدَاءِ الإسْلامِ والمُسْلِمِيْنَ، إلاَّ أنَّهَا لِلأسَفِ تَجَاوزَتْ حُدُودَهَا حَتَّى اتَّسَعَتْ لَهَا قُلُوبُ بَعْضِ القَبَائِلِ العَرَبِيَّةِ باسْمِ «شَاعِرِ المَلْيُوْن»، فَكَانَ الأوْلى بهَذِهِ القَبَائِلِ العَرَبِيَّةِ أنْ تَقُوْمَ بتَذْكِيْرِ أمْجَادِهَا الإسْلامِيَّةِ، وتَدْوِيْنِ لُغَتِهَا العَرَبِيَّةِ مِنْ شِعْرٍ فَصِيْحٍ، ونَثْرٍ صَرِيْحٍ ... ممَّا سَيَكُوْنُ رَصِيْدًا للأمَّةِ في حَمِيَّتِهَا الإسْلامِيَّةِ، لا أنْ تَكُوْنَ بُوْقًا لأعْدَاءِ الإسْلامِ، ومِعْوَلَ هَدْمٍ لوِحْدَةِ الأمَّةِ، لكِنْ مَا

<<  <   >  >>