الوَطَنِيَّةِ والقَبَلِيَّةِ والسِّيَاسِيَّةِ وغَيْرَ ذَلِكَ.
* * *
وهَكَذَا؛ حَتَّى أصْبَحَ المُسْلِمُوْنَ أيَادِي سَبَأ: مِنْ بِلادٍ وَاحِدَةٍ إلى دُوَيْلاتٍ، ومِنْ خِلافَةٍ إلى خِلافَاتٍ، فَعِنْدَ هَذَا كَانَتْ (قَضِيَّةُ المُوَالاةِ والمُعَادَاةِ) عِنْدَ أكْثَرِ أبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ هَذِه الأيَّامَ؛ لاسِيَّما أنْصَارُ مُسَابَقَةِ «شَاعِرِ المَلْيُوْن» مِنْهُم مَحَلَّ نَظَرٍ وتَرَاجُعٍ، مِمَّا يَدُلُّ على خَطَرٍ مُتَفَاقِمٍ قَدْ يَدْفَعُ بالأمَّةِ إلى مَهَاوِيَ لا قَرَارَ لَها!
- ومِنْ نَحِسَاتِ أنْصَارِ «شَاعِرِ المَلْيُوْن»، أنَّها وَصَلَتْ بِبَعْضِ مُرِيْدِيها في قَضِيَّةِ المُوَالاةِ والمُعَادَاةِ إلى دَرَجَةٍ يُخْشَى عَلَيْهِم مِنَ نَقْصِ الإيْمانِ، والحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ ـ عِيَاذًا بالله! ـ وذَلِكَ بأنَّه لَوْ كَانَ «شَاعِرُ المَلْيُوْن» الَّذِي يُشَجِّعُوْنَهُ رَجُلاً فَاسِقًا أو عَاصِيًا أو مُنْحَرِفًا أو ضَالًّا، فَإنَّ كَثِيْرًا مِنَ أنْصَارِ وعُشَّاقِ هَذَا الشَّاعِرِ سَوْفَ يُحِبُّوْنَهُ، ويُنَاصِرُوْنَهُ، ويُسَاعِدُوْنَهُ بالقَوْلِ، والفِعْلِ، ورُبَّما يَمْنَحُوْنَهُ خَالِصَ مَوَدَّتِهم القَلْبِيَّةِ لأنَّهُ مِنْ قَبِيْلَتِهِم أو مِنْ إقْلِيْمِهِم، أو مِنْ دَوْلَتِهِم، بَيْنمَا يُكِنُّوْنَ شَيْئًا مِنَ البُغْضَ والاسْتِخْفَافِ والازْدِرَاءِ للشَّاعِرِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute