للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفوقها رقيبة ... منها لها محترسه

نابلة رامحة ... سائفة مترسه

كان اسمها نسوس لا ... كن قرئت منكسه

قوله: "وفوقها رقيبة" يعني القائمة وسط السوسنة. نابلة: ذات نبل، جعل التي تحدق بالرقيبة في أسفلها نبلا، وجعل أيضا منها رماحا في قوله: "رامحة". وسائفة: يحتمل أن يجعل الوشائع الصفر التي حول الرقيبة سيوفا، ويحتمل أن يكون السيوف الأوراق البيض. ومترسة ذات ترس. ولاشك أنه من الأوراق البيض. وقوله: "نسوس" أراد مستقبل فعل الساسة، وهو مليح فيه معنى التنويه به وللفقيه أبي الحسن بن علي فيه أوصاف حسنة، وتشبيهات جيدة فمنها قوله: [الطويل]

أرى صفرة السوسان فوق بياضه ... كصفو مدام في إناء مفضض

بدا مثل حق العاج في فرع غصنه ... بأكرم ملبوس وأجمل معرض

ولما دنا وقت النثار تشققت ... نواويره عن حلي حسن له نضي

كذلك حقاق الحلي صون لما حوت ... كفات له من خاتل متعرض

قولهك ["نضي" بمعنى: جرد. كفات له: أي ستر. قال الله عز وجل] : (ألم نجعل الأرض كفاتا) أي سترا. وخاتل: بمعنى خادع. وأنشدني أيضا لنفسه أحسن تشبيه موصولا بمدح ذي الوزارتين أبي عمرو عباد_حرس الله نفسه، كما قدس غرسه_وهو: [البسيط]

كأنما السوسن الدري ألسنة ... تمجد الله مجري التبر في غربه

أندى النواوير إن قبلت صفحته ... حباك من طيبه حظا ومن ذهبه

وما أرى غير عباد له شبها ... في الحسن والفوح والمأثور من أدبه

ومن المستندر المختار أبيات كتب بها أبو جعفر بن الأبار وهي: [الكامل]

أنعم فقد حسن الزمان وأحسنا ... وتباهلت عنك الخطوب لتفطنا

أوما ترى برد الربيع مفوفا ... يصبي العيون بمجتلى وبمجتنى

والسوسن العبق الجيوب تخاله ... من ناصع الكافور صور ألسنا

حفت قراضات النضار مجردا ... منه أقلتها قصيرات القنا

فكأنما أوراقه وكأنه ... بيض سللن لقتل جان قد جنى

المجد: هو القائم وسط السوسنة، والقراضات: هي النواوير الصفر في أسفلها، وكأنه في آخر بيت كناية راجعة إلى المجرد، وهو تشبيه قوي وتمثيل سري. ولأبي جعفر بن الأبار أيضا أبدع تشبيه وهو: [المجتث]

كأنما السوسن الغض ... ض منظرا حين يلحظ

فهر بهاؤون در ... مشطب قد تعظعظ

الفهر: القائم وسط السوسنة، والهاؤون: سائرها، وتعظعظ: مال وعدل. ولأبي علي إدريس بن اليمان فيه أوصاف مستطرفة، وتشبيهات مستظرفة منها [قوله] : [الوافر]

ممهى الحسن مشقوق الجيوب ... له وجه البريء من الذنوب

تفرج عن مناكبه قميص ... تفرج لوعة الدنف الكئيب

وقد علت عمامته بورس ... فقام لا خطاب كالخطيب

على أنبوب كافور يراع ... تضمن بطنه ينبوع طيب

الممهى: المرقق: يقال: أمهيت السيف أمهيه: إذا أرهفته وجلوته. وبنى القطعة كلها على وصف القائم وسط السوسنة. ولأبي إدريس بن اليمان أيضا قطعة بديعة التشبيه موافقة الوصف لكل ما فيه وهي: [مجزوء الرجز]

وضاحك كالفلق ... عن فلج في ورق

على حفافي مرود ... مذهب مندلق

كمنتج من غرق ... وخارج من نفق

بين اصفرار فاقع ... على ابضاض يقق

كأنما كلاهما ... في راحة أو طبق

برادة من ذهب ... في ورق من ورق

الفلج: الفرجة بين الأسنان، والروق: طولها. والحفافان: الجانبان. وعنى بالمرود القائم وسط السوسنة. والمندلق: الناتيء المندفع. قال أبو الوليد: ولي فيه قطعة فيها اختراع تشبيه وصلتها بمدح الحاجب_حجبه الله بي عن النوائب_وهي: [المجتث]

وسوسن يتهادى ... للأنس بالراحتين

نعم المواصل لو لم ... يعد بنأي وبين

كأنما خلقه الفذ ... ذ خسة من لجين

أو أنمل بضة ما ... تكبت في يدين

وبينها حارس لا ... ينام طرفه عين

علا وأشرف منها ... على جمال وزين

كما علا الحاجب المن ... تقى على الشعريين

ملك به حال دهري ... بين الخطوب وبيني

قال أبو الوليد: ووقعت إلي في السوسن الأزرق وهو الخرم صفات محكمة وتشبيهات متقدمة.

[الخرم]

فمن بديعها ورفيعها قول الوزير عامر بن مسلمة وهو: [المتقارب]

<<  <   >  >>