كتاب عمدة الأحكام - ت الزهيري

٢ - كتاب الصلاة - باب المرور بين يدي المصلي - ص: 68

[باب المرور بين يدي المصلي]

١١٣ - عن أبي جُهَيم بن الحارث بن الصِّمَّة الأنصاري رضي الله عنهما قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو يعلمُ المارُّ بين يدي المُصلِّي ماذا عليه من الإثمِ؟ لكانَ أن يقفَ أربعينَ، خيرًا له من أن يمرَّ بين يديه".

قال أبو النضر: لا أدري؟ قال: أربعينَ يومًا، أو شهرًا أو سنةً (١).

١١٤ - عن أبي سعيدِ الخُدري رضي الله عنه، قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا صلَّى أحدُكم إلى شيءٍ يستُرُه من الناسِ، فأراد أحدٌ أن يجتازَ بين يديه، فليدْفَعْهُ، فإن أَبي فليُقاتله؛ فإنما هو شيطانٌ" (٢).

---

(١) رواه البخاري (٥١٠)، ومسلم (٥٠٧) إلا أنه ليس عندهما قوله: "من الإثم" إذ هذا اللفظ ليس من الحديث، ولذلك يعد هذا من أوهام الحافظ عبد الغني رحمه الله، ومن أجل ذلك قال الحافظ في "الفتح" (١/ ٥٨٥): "عيب ذلك على صاحب العمدة في إيهامه أنها في الصحيحين".
قلت: وسبحان من لا ينسى إذ وقع الحافظ نفسه فيما عيب على غيره، انظر بلوغ المرام رقم (٢٢٨) بتحقيقي.
(٢) رواه البخاري (٥٠٩)، ومسلم (٥٠٥) من طريق أبي صالح السمان قال: رأيت أبا سعيدٍ الخدري في يوم جمعة يصلي إلى شيء يستره من الناس، فأراد شاب من بني أبي معيط أن يجتاز بين يديه، فدفع أبو سعيد في صدره، فنظر الشاب فلم يجد مساغًا إلا بين يديه، فعاد ليجتاز فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى، فنال من =