وسيأتي ذكر الخلاف في معنى رب في حروف الجر إن شاء الله.
وقد تدخل على المضارع وتخلو من التقليل، وتكون للتحقيق، نحو قوله:{قَدْ نَعْلَمُ إنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ}، وقول الشاعر:
وقد تدرك الإنسان رحمة ربه ولو كان تحت الأرض سبعين واديا
وقد يكون المضارع بعد خاليًا من التقليل، فتصرفه لمعنى المضي، كقوله تعالى:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وجْهِكَ فِي السَّمَاءِ}. وفي شرح الخفاف لكتاب س ما نصه:"قال الأستاذ أبو علي: إذا كانت بمنزلة ربما فما بعدها ماضٍ من جهة المعنى؛ لأنها إنما تستعمل حينئذ في الافتخار، والافتخار إنما يكون بما قد وقع، وعلى هذا بيت الهذلي، كأنه قال: قد تركت القرن، فوضع المستقبل موضع الماضي"انتهى. وأنشد الأصمعي:
أحبب حبيبك حبًا رويدًا فقد لا يعولك أن تصرما
أدخل"قد"على المنفي كما أدخلها على الموجب، وإنما يجوز هذا في التي في معنى ربما، ولا تدخل على الماضي، نحو: قد لا قام.
ونقص المصنف من القرائن التي تصرف المضارع إلي المضي عطفه