واحترز بقوله ما فيه معنى «في» مما معنى «في» لمجموعه لا لجزء مفهومه , نحو: دخلت الحمام , فان معناه: دخلت في الحمام , فليس بعض الحمام أولى بمعنى «في» من بعض , بخلاف الحال وما يتحرز منه بعد , فان معنى «في» مختص بجزء مفهومه، لأنك إذا قلت جاء زيد ضاحكاً ف «ضاحك» دل على الهيئة وصاحبها , ويتقدر معنى «في» بجزء مفهوم ضاحك -وهو المصدر- على حذف مضاف , إذ التقدير: جاء زيد في حال ضحك.
وقوله غير تابع احتراز من نحو: مررت برجل متكئ ,فانه يصدق عليه: في حال اتكاء.
واختلفوا من أي باب نصب الحال:
فقيل: نصب المفعول به , وهو قول أبى القاسم , يجعلها من أصول المفاعيل.
وقيل: نصب الشبيه بالمفعول به , وهو قول أبى على وأبى بكر , وهو ظاهر مذهب س , لأنه قال:«وليس بمفعول كالثوب في قولك: كسرت الثوب زيداً» ولأن الظرف أجنبي من إذاسم , والحال هي إلاسم الأول.