ويجوز أن تميز «كم» بـ «مثلك» و «غيرك» و «أفعل من»، فتقول: كم
مِثله لك؟ وكم غيرَه لك؟ وكم خيرًا منه لك؟ قال س:«لأنه يجوز بعد عشرين
فيما عم يونس» انتهى. وتقدَّم لنا ذكر الخلاف في باب التمييز، وأن الفراء منع:
لي عشرون مثله، وعشرون غيرَه.
وفي كتاب «رؤوس المسائل» لابن أصبغ: «أجاز س ١: كم غيره مثله
لك؟ وحكاها عن يونس، ومنعها غيرهما» انتهي. ولم ينص علي المانع من هو،
وهو مقتضى مذهب الفراء؛ إذ ذاك نصُّ منه، منع التمييز بمثلك وغيرك في العشرين.
وقال س: «تقول: كم غيَره مِثلَه لك؟ انتَصب (غير) بـ (كم)، وانتصب المِثل
لأنه صفة له» انتهي.
فرع: لا خلاف في جواز قولك: كم رجلاً رأيتَ ونساءه، أو نساءهم،
فإن قلت «وامرأته» أجازها الجمهور، ومنعها الفراء.
وقوله وإن دخل عليها حرف جر فجره جائز بـ «من» مضمرة لا بإضافتها إليه، خلاًفا لأبي إسحاق هذه مسألة خلاف، وهو: هل يجوز حمل مميَّز الاستفهامية على مميِّز الخبرية؟ فمنهم من أجاز ذلك، ومنهم من منع، ومنهم من أجاز ذلك بشرط أن يدخل على «كم» حرف جر، مثاله: على كم جِذعٍ بيتُك؟ قال س ... :
«وسألته ــ يعني الخليل ــ عن قولهم: على كَم جِذعٍ بَتُك مَبنُّي؟ فقال: القياسُ