وأَسْلَمَنِي الزَّمانُ ... كَذا ... فلا طَرَبٌ ولا أَنَسُ
أوقع كذا موقع الحال، وهي نكرة. وتقول العرب: مررت بدارٍ كذا،
فتصف به النكرة، فدلّ على أنه نكرة، وبدارِ كذا، واشتريته بثمن كذا، وله عندي كذا.
فإذا كانت كناية عن عدد فاختلف النحويون في ذلك:
فمذهب البصريين أنَّ تمييزها يكون مفردًا، سواء أكانت مفردة أم معطوفة، وأريد بها عدد قليل أو عدد كثير، فتقول: له عندي كذا درهمًا، وله عندي كذا وكذا درهمًا. وبه قال ابن طاهر وابن خروف. وقد نازع ابنُ خروف في إفرادها /في العدد، فزعم أنه غير مستعمل في كلام العرب.
وأمَّا الكوفيون فذهبوا إلى أنها تُفسَّر بما يُفسَّر به العدد الذي هي كناية عنه، فمن الثلاثة إلي العشرة بالجمع المخفوض، نحو: له عندي كذا جوارٍ، وتكون هي مفردة. وعن المركب بالمفرد المنصوب، وتُركّب هي، فتقول: كذا كذا درهًما. وعن العقود بالمفرد المنصوب، وتُفرد هي، نحو: له عندي كذا درهمًا. وعن المعطوف بالمفرد المصوب، وتكون هي معطوفةً علي مثلها، نحو: له عندي كذا وكذا درهمًا. وعن المئة والألف بالمفرد المجرور، وتُفرد هي، نحو: له عندي كذا درهمٍ.
وقد وافق الأخفشُ ــ على مت نقله صاحب البسيط ــ والمبردُ وابنُ الدَّهَّان وابن مُعط وابن عصفور الكوفيين في هذا الفصل. وذكر أبو بكر عتيق بن داود اليماني موافقة الأخفش وابن كيسان والسيرافي في المركب والمعطوف