واشتغل ذلك الملك عن سماع بقية البيت، فأمسك عدي عن الإنشاد حتى يسمع الملك، فقال الفرزدق لجرير: ما تراه يقول عدي؟ فقال جرير: يقول:
................................ ... قلم أصاب من الدواة مدادها
ثم استمع الملك، فقال عدي:
تزجي أغن، كأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها
فتعجب الفرزدق من إتمام جرير البيت على ما أنشده عدي، وما ذلك لا لأن المعنى مستحضر في الذهن.
وكذلك قصة زهير مع ابنه كعب في استخباره كعبًا: هل تجيد الشعر؟ فصار زهير يقول بيتًا، ويقول لكعب: أجز، فيأتي ببيت متعلق بالأول مناسب له، حتى نظما أبياتًا.
ومثل هذا كله لا يكاد أحد يقول إن هذا ليس بكلام لكونه من ناطقين.
وإنما قال المصنف "بعض العلماء" ولم يقل "وزاد بعض النحويين" لأن هذا القول لم ينقل عن نحوي فيما نعلم، وإنما قاله بعض من تكلم في علم الأصول، فلذلك قال:"بعض العلماء" ولم يقل "بعض النحويين"