قال النحويون: أراد الشاعر: كما دحست الثوبين في الوعاء. فكذلك يكون هذا البيت، فلا يكون دليلاً على ما ادعاه المصنف. وأما قول الفرزدق:
فعدي مكاني من معد ومنصبي ... فإني شريف المشرقين وشاعره
فتأويله: شريف عالم المشرقين. ومثله قول سويد بن كراع:
خليلي قوما في عطالة وانظرا ... أناراً ترى من نحو بابين أم برقا
وهذا شذوذ متأول وكأنه خرج من خطاب الاثنين إلى خطاب الواحد.
وقوله: لجمع الغائب غير العاقل ما للغائبة والغائبات مثال ذلك: {وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ}.
{فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا}.
ونقص المصنف أن يقول كما قال غيره من النحويين: إنه قد يعود الضمير عليه كما يعود على الواحد المذكر، نحو قوله تعالى:{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ}.
وقوله: وفعلت ونحوه أولى من فعلن ونحوه بأكثر جمعه أي بأكثر جمع المؤنث غير العاقل، مثاله: الجذوع انكسرت، وهو أولى من: الجذوع انكسرن. وكذا إذا كان الضمير غير مرفوع نحو: الجذوع كسرتها وهو أولى من: الجذوع كسرتهن. وإلى غير المرفوع أشار المصنف بقوله:"ونحوه".
وقوله: وأقله- أي-: وأقل جمع المؤنث غير العاقل- والعاقلات مطلقاً