والمؤنث بخطاب المفرد المذكر إذا كان مع اسم الإشارة. قال الزجاجي:"كاف الخطاب قد تجيء في مثل هذا موحدة في الاثنين والجمع, تترك على أصل الخطاب". وقال أبو الحسن بن الباذش:"إفراد الكاف إذا خوطب به جماعة كقوله عز وجل} ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ {و} ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ {له تأويلان: أحدهما أن يقبل بالخطاب على واحد من الجماعة لجلالته, والمراد له ولهم. أو تخاطب الجماعة كلها, ويقدر لها اسم مفرد من أسماء الجموع, يقع على الجماعة, تقديره: ذلك يوعظ به يا فريق ويا جمع, وما أشبه ذلك من الأسماء المفردة المسمى بها الجمع. وقد يجوز في هذا الوجه الإفراد والتأنيث على تأويل الفئة والفرقة" انتهى.
وقال المصنف في الشرح:"ولم يغن أنت عن أنتم, وذلك أن الذال والألف قد يستغنى بهما عن الكاف عند تقدير القرب أو قصد الحكاية كقوله تعالى} هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ {و} هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ {,} وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ {, فجاز الاستغناء بالكاف عن مصحوبها, ولا يستغنى بالهمزة والنون عن التاء, فلم يجز الاستغناء بالتاء عن الميم" انتهى. وهذا تفريغ على مذهب جمهور النحويين أن التاء للخطاب, وليست ضميرا.
وقوله وربما استغنى عن الميم بإشباع ضمة الكاف أنشد بعض الكوفيين: