للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال في "الفتح": قوله: "وخشيت أن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين".

وفي رواية محمد بن سوقة: "ثم عَجِلتُ لِلْحَدَاثة، فقلت: ثم أنت يا أبتي؟ فقال: أبوك رجل من المسلمين"، زاد في رواية الحسن بن محمد: "لي ما لهم، وعليّ ما عليهم".

وهذا قاله عليّ -رضي الله عنه- تواضعًا، مع معرفته حين المسألة المذكورة أنه خير الناس يومئذٍ؛ لأن ذلك كان بعد قتل عثمان.

وأما خشية محمد ابن الحنفية أن يقول: عثمان، فلأن محمدًا كان يعتقد أن أباه أفضل، فخشي أن عليا يقول: عثمان، على سبيل التواضع منه، والهضم لنفسه، فيضطرب حال اعتقاده، ولا سيما وهو في سن الحداثة، كما أشار إليه في الرواية المذكورة.

وروى خيثمة في "فضائل الصحابة" من طريق عُبيد بن أبي الجعد، عن أبيه أن عليّا -رضي الله عنه- قال، فذكر هذا الحديث، وزاد: "ثم قال ألا أخبركم بخير أمتكم بعد عمر"، ثم سكت، فظننا أنه يعني نفسه. وفي رواية عبيد خبر عن علي -رضي الله عنه- أنه قال ذلك بعد وقعة النهروان، وكانت في سنة ثمان وثلاثين، وزاد في آخر حديثه: "أحدثنا أمورًا يفعل الله فيها ما يشاء".

واخرج ابن عساكر في ترجمة عثمان، من طريق ضعيفة في هذا الحديث: أن عليا قال: "إن الثالث عثمان". ومن طريق أخرى أن أبا جُحيفة قال: "فرجعت الموالي يقولون: كَنَى عن عثمان، والعرب تقول كَنَى عن نفسه".

وهذا يبين أنه لم يُصَرِّح بأحد. وقد اختُلِف في أيّ الرجلين أفضل بعد أبي بكر وعمر، عثمان أو عليّ؟، ثم انعقد الإجماع بآخرة بين أهل السنة، أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة -رضي الله عنهم- أجمعين (١).


(١) "الفتح" ٧/ ٤٣ "كتاب فضائل أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-" الحديث رقم (٣٦٥٦ - ٣٦٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>