للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال القرطبي رحمه الله في "المفهم": ما حاصله: المقطوع به بين أهل السنة أفضلية أبي بكر، ثم عمر، ثم اختلفوا فيمن بعدهما، فالجمهور على تقديم عثمان، وعن مالك التوقف، والمسألة اجتهادية، ومستندها أن هؤلاء الأربعة اختارهم الله تعالى لخلافة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وإقامة دينه، فمنزلتهم عنده بحسب ترتيبهم في الخلافة، إلى ما ينضاف إلى ذلك بما يشهد لكلّ واحد منهم من شهادات النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك تأصيلًا وتفصيلًا. انتهى (١). وقد تقدّم تمام البحث في هذا في المسألة العاشرة من المسائل المذكورة في "باب فضائل أصحاب النبيّ" -صلى الله عليه وسلم-، فراجعه تستفد، والله تعالى وليّ التوفيق، وهو الهادي إلى أقوم طريق، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث عليّ -رضي الله عنه- هذا أخرجه البخاريّ في "صحيحه" من رواية محمد ابن الحنفيّة، عنه -رضي الله عنه- بلفظ: قال: قلت لأبي: "أيُّ الناس خير؟ بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: أَبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين"، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: قال الدكتور بشار فيما كتبه على هذا الكتاب: إسناده ضعيف، فإن عبد الله بن سَلِمة المرادي الكوفيّ ضعيف يُعتبر به عند المتابعة، ولم يُتابع، وقد ضعفه البخاريّ إلى آخر كلامه.

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: قوله: "ولم يُتابع" فيه نظر لا يخفى، فقد عرفت أن محمد ابن الحنفيّة تابعه، كما هو عند البخاريّ في "صحيحه"، والظاهر أنه ما اطّلع على رواية البخاريّ، والله تعالى أعلم.


(١) "المفهم" ٦/ ٢٣٧ - ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>