٢ - (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الجماعة، إِلَّا شيخه، فتفرّد به هو والنَّسائيّ في "مسند عليّ - رضي الله عنه - ".
٣ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بثقات الكوفيين، إلى الأعمش، وأبو سفيان واسطيّ، ثمّ مكيّ، وجابر -رضي الله عنه- مدنيّ ثمّ مكيّ.
٤ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعي.
٥ - (ومنها): أن فيه جابرًا -رضي الله عنه- أحد المكثرين السبعة، روى (١٥٤٠) حديثًا، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ جَابِرٍ) -رضي الله عنه-، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -: "اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ -عَزَّ وَجَلَّ- لمِوْتِ سَعْدِ ابْنِ مُعَاذ") أي فرَحًا بقدومه -رضي الله عنه-.
قال النوويّ رحمه الله: اختلف العلماء في تأويله، فقالت طائفة: هو على ظاهره، واهتزاز العرش تحرُّكه فرَحًا بقدوم روح سعد، وجعل الله تعالى في العرش تمييزًا حصل به هذا، ولا مانع منه كما قال تعالى:{وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}[البقرة: ٧٤]، وهذا القول هو ظاهر الحديث، وهو المختار.
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هذا الّذي قاله النوويّ رحمه الله حسنٌ جدًّا، والله تعالى أعلم.
وقال المازري: قال بعضهم: هو على حقيقته، وأن العرش تحرك لموته، قال: وهذا لا يُنكَر من جهة العقل؛ لأن العرش جسم من الأجسام، يَقْبَل الحركة والسكون، قال: لكن لا تحصل فضيلة سعد بذلك إِلَّا أن يقال: إن الله تعالى جَعَل حركته علامة للملائكة على موته.
وقال آخرون: المراد اهتزاز أهل العرش، وهم حملته، وغيرهم من الملائكة،