للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المتوفّى في نحو (٤٦٠ هـ) (١) يحثّ فيها ولده المدعُوّ أبا بكر على طلب العلم الشريف، والعمل به، والزهد في الدنيا، وترك الخيلاء، وغير ذلك من الأخلاق الكريمة التي ينبغي أن يَتَخَلَّق، ويَتَحَلَّى بها طالب العلم، قال رحمه الله تعالى [من بحر الوافر]:

تَفُتُ فُؤَاكَ الأَيَّامُ فَتًّا (٢) ... وَتَنْحِتُ جِسْمَكَ السَّاعَاتُ نَحْتَا

وَتَدْعُوكَ المنُونُ (٣) دُعَاءَ صِدْقٍ ... أَلَا يَا صَاح أَنْتَ أُرِيدُ أَنْتَا

أَرَاكَ تُحِبُّ عِرْسًا ذَاتَ خِدْرٍ ... أَبَتَّ طَلَاقَهَا الأَكيَاسُ بَتَّا

تَنَامُ الدَّهْرَ وَيْحكَ في غَطِيطٍ ... بِهَا حَتَى إِذَا مُتَّ انْتبَهْتَا

فَكَمْ ذَا أَنْتَ مَخْدُوعٌ وَحَتَّى ... مَتَى لَا تَرْعَوِي عَنْهَا وَحَتَّى

أَبَا بَكْرٍ دَعَوْتُكَ لَوْ أَجَبْتَا ... إِلَى مَا فِيهِ حَظُّكَ لَوْ عَقَلْتَا

إِلَى علمِ تَكُونُ بِهِ إِمَامًا ... مُطَاعًا إِنْ نَهَيْتَ وَإِنْ أَمْرْتَا

وَيَجْلُو مَا بِعَيْنِكَ مِنْ غِشَاهَا ... وَيَهْدِيكَ الطَّرِيقَ إِذَا ضَلَلْتَا

وَتَحْمِلُ مِنْهُ في نَاديكَ تَاجَا ... وَيَكْسُوكَ الجمَالُ إِذَا عَرِيتَا

يَنَالُكَ نَفْعُهُ مَاَ دُمْتَ حَيًّا ... وَيَبْقَى ذِكْرُهُ لك إذ ذَهْبْتَا

هُوَ الْعَضْبُ المُهَنَّدُ لَيْسَ يَنْبُو ... تُصِيبُ بِهِ مَقَاتِلَ مَنْ أَرَدْتَا

وَكَنْزٌ لَا تخَافُ عَلَيْهِ لِصًّا ... خَفِيفُ الْحمْلِ يُوجَدُ حَيْثُ كُنْتَا

يَزِيدُ بِكَثْرَةِ الإِنْفَاقِ مِنْهُ ... وَيَنْقُصُ إِنْ بِهِ كَفًّا شَدَدْتَا


(١) هو إبراهيم بن مسعود بن سعيد، أبو إسحاق التُّجيبيّي الإِلْبِيريّ المتوفى في نحو (٤٦٠ هـ) شاعر أندلسيّ. انتهى "معجم الأعلام" ص ٢٣. وقال العلامة ابن الأبّار في "التكملة لكتاب الصلة": كان الناظم أبو إسحاق رحمه الله تعالى من أهل العلم والعمل، شاعرًا مجيدًا، وشعره مدوّن كله في الحكم والمواعظ.
(٢) أي تكسره كسرًا.
(٣) "الْمَنُون" بفتح فضم: الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>