بالغناء صار انفعالها من وجهين من جهة الصوت ومن جهة معناه - الى ان قال - فلعمر والله كم من حرة صارت بالغناء من البغايا. وكم من حر اصبح به عبدا للصبيان او الصبايا. وكم من غيور تبدل اسما قبيحا بين البرايا.
وقال ايضا ليس على الناس اضر من سماع المكاء والتصدية والمعازف ولا افسد لعقولهم وقلوبهم واديانهم واموالهم واولادهم وحريمهم منه.
وقال أيضاً وقد شاهد الناس أنه ما عاناه صبي إِلا فسد ولا امرأة إِلا وبغت ولا شاب إِلا وإِلا. ولا شيخ الا والا. والعيان من ذلك يغْني عن البرهان .. وقال شيخ الإسلام ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى الغناء رقية الزنا وهو من اعظم الاسباب لوقوع الفواحش ويكون الرجل والصبي والمرأة في غاية العفة والحرية حتى يحضره فتنحل نفسه وتسهل عليه الفاحشة ويميل لها فاعلا او مفعولا به او كلاهما كما يحصل بين شاربي الخمر واكثر انتهى.
ومما ذكرنا يعلم ان الغناء فن قبيح لان الزنا من اقبح الاشياء وما كان رقية للفجور وداعيا اليه فهو قبيح مثله. ومن قال انه فن جميل فقد عكس القضية وقلب الحقيقة.
الوجه العاشر ان الغناء صنو الخمر في الصد عن ذكر الله وعن الصلاة. وقد شاهدنا وشاهد غيرنا ثقل الصلاة على المفتونين بالغناء والمعازف وتهاونهم بها ولا سيما صلاة العشاء وصلاة الفجر.
وما كان فيه صد عن ذكر الله وعن الصلاة فهو فن قبيح على كل حال.
الوجه الحادي عشر أن الغناء مجلبة للشياطين وما كان كذلك فهو مطردة للملائكة لأن الملائكة والشياطين ضدان فلا يجتمعان