عمر بن عبد العزيز من جملة الفساق قبل ان يلي الخلافة. وهذا قول باطل معلوم البطلان بالضرورة عند كل عاقل.
ولو كان ما ذكره صاحب الاغاني صحيحا لذكره اهل العلم بالاخبار كابن جرير وابن كثير وغيرهما من اهل التواريخ الذين يوثق بنقلهم وكذلك من صنف في اخبار عمر بن عبد العزيز كابن عبد الحكم وابي الفرج ابن الجوزي وغيرهما. وقد استقصى ابن الجوزي اخبار عمر ابن عبد العزيز ولم يذكر عنه انه كان يغني ولا يصنع الألحان ولا يعاشر المغنين ولا يجالسهم وكذلك ابو نعيم الاصبهاني فانه ترجم لعمر بن عبد العزيز ترجمة حافلة في كتاب الحلية ولم يذكر عنه انه كان يغني ولا يصنع الالحان ولا يعاشر المغنين ولا يجالسهم فتبين انه لا اصل لما ذكره صاحب الاغاني والله أعلم.
[فصل]
ثم قال صاحب النبذة ما نصه:
ان احدا لا يماري في ان الغناء فن جميل يتعشقه كل انسان بفطرته وتهيم به كل نفس بطبيعتها. يتوق اليه الملك في قصره. ويشتاقه الصعلوك في كوخه. وهو غذاء الأرواح. وسلسبيل القلوب. وصقال النفوس. وروضة الاذهان. وهو بعد متعة مشروعة لا يأباها الدين ولا تنكرها الشريعة. ما دام لا يكتنفه رفث ولا فسوق ولا شراب. دع عنك ما يتشدق به المتزمتون من ان الدين يحظره وان الشرع لا يبيحه. وحسبنا في تفنيد زعمهم ما ورد في الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها انها زفت امرأة إلى رجل من الانصار فقال نبي الله صلى الله