كان صغيرا إلى أن كبر ولم يعرف بمعاشرة أحد من المغنين ولا مجالستهم فما ذكر عنه من الغناء وصناعة الالحان باطل لا أصل له.
وأيضا فقد أنكر عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى على عمر بن الوليد إظهاره للمعازف والمزمار وذكر أن ذلك بدعة في الإسلام وعرض بأبيه الوليد بن عبد الملك وانكر عليه اذ ولى قرة بن شريك على مصر واذن له في المعازف واللهو والشرب.
وما كان عمر رحمه الله تعالى لينكر على الناس شيئاً وهو يفعل مثله لا سيما انكاره فعل الوليد بعد موته فانه لو كان يغني ويصنع الالحان قبل الخلافة لما انكر على الوليد وقرة بن شريك شيئا قد مضى منذ سنين كثيرة.
فقد دل انكاره عليهما على أن ما قيل عنه من الغناء وصناعة الالحان في زمان امارته على المدينة كذب مفترى عليه.
وايضا فان الشعراء لما قدموا على عمر رحمه الله تعالى لما ولي الخلافة منعهم من الدخول عليه ولما قيل له فيهم ذكر لاكثرهم ابياتا في التشبيب بالنساء ومنعهم من الدخول عليه من اجل ذلك. واذا كان عمر رحمه الله تعالى شديد الانكار للتشبيب بالنساء فيكف يقال انه كان يشبب بسعاد وسعدى ويصنع الالحان في ذلك ويغني بها. هذا قول ظاهر البطلان.
وأيضاً فقد قال الإِمام أحمد رحمه الله تعالى حدثنا اسحاق بن عيسى الطباع قال سألت مالك بن انس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال انما يفعله عندنا الفساق. قال الحافظ ابن رجب وكذا قال ابراهيم بن منذر الحزامي وهو من علماء أهل المدينة المعتبرين.
قلت ويلزم على قول صاحب الاغاني واحمد زكي صفوت أن يكون