حملة العلم أن حضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب ولعمري لتوقي ذلك بترك حضور تلك المواطن أيسر على ذي الذهن من الثبوت على النفاق في قلبه.
فهذا هو الثابت عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى - أعني إنكار الغناء والنهي عنه لا ما يذكره صاحب الأغاني عمن هب ودب ممن لا يوثق بهم ولا يعتمد على خبرهم.
وأيضاً فصاحب الأغاني غير موثوق به لأنه شيعي والشيعة من أكذب الناس. وقد روى الخطيب البغدادي عن الحسن بن الحسين النونتجي أنه قال كان أبو الفرج الأصبهاني أكذب الناس كان يدخل سوق الوراقين وهي عامرة والدكاكين مملوءة بالكتب فيشتري شيئا كثيرا من الصحف ويحملها إلى بيته ثم تكون رواياته كلها منها.
وقال أبو الفتح ابن أبي الفوارس خلط قبل موته.
قال ابن الجوزي ومثله لا يوثق به فإنه يصرح في كتبه بما يوجب العشق ويهون شرب الخمر وربما حكى ذلك نفسه. ومن تأمل كتاب الأغاني رأى فيه كل قبيح ومنكر.
قلت وقد ذكر عنه ياقوت الحموي في معجم الأدباء أشياء تدل على فسقه ومجونه ومن كان كذلك فهو ساقط العدالة مردود الرواية. وما ذكره عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى من الغناء وصناعة الألحان فهو مما يقطع كل عاقل نبيه أنه كذب مفترى .. والدليل على ذلك ما تقدم من الآثار التي ذكرنا فإنها دالة على أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى كان شديد الإنكار للغناء والمعازف.
وأيضا فالمعروف عن عمر بن عبد العزيز أنه كان ملازما للعلماء منذ