أخي ما بلغ من طمعك فقال بلغ من طمعي انه ما زفت بالمدينة جارية الا رششت بابي طمعا ان تهدى الي. يريد اخبره معلنا به غير مسر انتهى.
وذكر ابن منظور في لسان العرب عن الاصمعي انه قال كل من رفع صوته ووالاه فصوته عند العرب غناء. وكذا قال ابن الاثير في النهاية.
ثم ذكر الحافظ ابن حجر ان الغناء يطلق على الترنم الذي تسميه العرب النصب بفتح النون وسكون المهملة. وعلى الحداء. قال ولا يسمى فاعله مغنيا وانما يسمى بذلك من ينشد بتمطيط وتكسير وتهييج وتشويق بما فيه تعريض بالفواحش او تصريح.
قلت ويطلق الغناء ايضا على مجرد الانشاد لما روى الزبير بن بكار من طريق زيد بن اسلم عن ابيه ان عمر رضي الله عنه قال للحطيئة كأني بك عند شاب من قريش قد كسر لك نمرقة وبسط لك اخرى وقال يا حطيئة غننا فاندفعت تغنيه بأعراض الناس. قال اسلم فرأيت الحطيئة بعد ذلك عند عبيد الله بن عمر وقد كسر له نمرقة وبسط له اخرى وقال يا حطيئة غننا فاندفع حطيئة يغني. فقلت له يا حطيئة اتذكر يوم عمر حين قال لك ما قال ففزع وقال رحمه الله ذلك المرء لو كان حيا ما فعلنا هذا فقلت لعبيد الله اني سمعت أباك يقول كذا وكذا فكنت انت ذلك الرجل. واذا علم هذا فالغناء الجائز الذي وردت الرخصة فيه للنساء في ايام الافراح لا يخرج عن احد الاقسام الجائزة كما يدل لذلك قول عائشة رضي الله عنها وليستا بمغنيتين. وقد جزم الحافظان ابو الفرج ابن الجوزي وابو موسى المديني وغيرهما من اكابر العلماء ان غناء