للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأتاه أهل اليمن يشكون معنَ بن زائدةَ، وأتاه بنو أبي عمرٍو الغفاري من أهل المدينة يشكون أميرهم الحسنَ بن زيدٍ.

فقال وفدُ اليمن لأبي جعفرٍ المنصورِ -وقد أحضرَ ابن أبي ذئب والعلماءَ-: يا أمير المؤمنين! إن معنَ بن زائدةَ قد تعدَّى علينا، [.......] وقد رضينا بابن أبي ذئبٍ.

فقال له أبو جعفرٍ المنصورُ: ما تقول في معنِ بن زائدة؟

قال: قولي فيه وعلمي: أنه عدوُّ الله -عَزَّ وَجَلَّ-، يقتلُ المسلمين بغير حق، والمعاهَدين، وحكمَ بغير ما أُنزِل، ويُفسد العبادَ والبلاد.

قال: ثم تقدم الغِفاريون يشكون الحسنَ بن زيدٍ، وسيرتَه فيهم، فقالوا: قد رضينا بابن أبي ذئب، فأطبقَ عليه ابن أبي ذئب بسوء.

فقال الحسنُ بن زيدٍ: يا أمير المؤمنين! قد ذكرني بما قد ذكر، فإن رأى أمير المؤمنين أن يسأله عن حال أمير المؤمنين عنده.

فقال أبو جعفر: ما تقول فيَّ يا بن أبي ذئب؟

قال: أَعْفِني.

قال: عزمتُ عليك.

قال: أَعفني.

قال: لستُ أفعل.

قال: فبكى ابن أبي ذئب، ثم قال: تسألُني عن نفسِك؟ أنتَ أعلمُ بنفسك مني، وما عسى أن أقول فيك، مما فيك، وأنت والله الرجلُ

<<  <   >  >>