للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمرُ كان الشيطانُ يهربُ منه (١)، ويَفْرَق منه، فما لقيَه في طريق، إلا وسلك غيرَهُ.

لمَّا ضرب الزبيرُ بن العوامِ شجاعاً فارساً، تلبس اللبوسَ المنيعةَ والحديد، وعيره [....] بلبسه، ثم بفرس ولبسه، ثم خدت الأرض، فقيل له: ما أحدَّ سيفَكَ! فغضبَ، يشير: إن العمل ليده لا لسيفه، فكان ذلك بقوة الإيمان.

افتخر بعضُ ملوك الروم بعِلْجِ عنده ما ضرب شيئاً بيده إلا وقتلَه، فبرز له بعضُ غلمانِ المسلمين، فثبت له، فضربه، فلم يقتله، ثم ضربه المسلمُ بيده الصغيرة الحقيرة، فقتله.

أخبرنا جماعةٌ ومن شيوخنا: أنا ابن المحبِّ: أنا القاضي سليمانُ: أنا الحافظُ ضياءُ الدينِ: أنا الصيدلانيُّ: أنا أبو عليٍّ الحدادُ: أنا أبو نعيمٍ: ثنا أبو إسحاقَ بن إبراهيم بن محمدِ بن حمزةَ: ثنا أبو عبيدةَ محمدُ بن أحمدَ بن المؤمِّل، قال أبو نعيمٍ: وثنا إبراهيمُ بن عبد الله بن إسحاقَ: ثنا محمدُ بن إسحاقَ السراجُ، قالا: ثنا محمدُ بن عثمانَ بن كرامةَ: ثنا خالدُ بن مخلدٍ، عن سليمانَ بن بلالٍ، عن شريكِ بن عبد الله بن أبي نمرٍ، عن عطاءٍ، عن أبي هريرةَ، قالَ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: مَنْ آذَى لِي وَلِيّاً، فَقَد آذَنْتُهُ بِالحَربِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَاءِ ما افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يتقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَكُنْتُ سَمعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ


(١) في الأصل: "منها".

<<  <   >  >>