لهم جناحَك، واحرص على خدمتهم ومرافقتهم، تنلِ (١) السعادةَ في الدارين.
أخبرنا جماعةٌ من شيوخنا: أنا ابن المحبِّ: أنا القاضي سليمانُ: أنا الحافظُ ضياءُ الدينِ: أنا جماعةٌ من شيوخِنا: أنا أبو عليٍّ الحدادُ: أنا الحافظُ أبو نعيمٍ: ثنا أحمدُ بن السنديِّ: ثنا الحسنُ بن علويه القطانُ: ثنا إسماعيلُ بن عيسى: ثنا إسحاقُ بن بشرٍ، عن جويبرٍ، عن الضحاكِ، عن ابن عباسٍ ح.
قال أبو نعيمٍ: وثنا أبي: ثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ: ثنا محمدُ بن سهلٍ: ثنا إسماعيلُ بن عبد الكريمِ: حدثني عبد الصمدِ بن معقلٍ، سمعتُ وهبَ بن منبهٍ يقولُ: لما بعثَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- موسى وأخاه هارون إلى فرعون، قال: لا يعجبنكما زينتُه، ولا ما مُتَعّ به، ولا تَمُدَّا إلى ذلك أعينَكما؛ فإنها زهرةُ الحياة الدنيا، وزينة المترفين، وإني لو شئت أن أزينكما من الدنيا بزينة يعلمُ فرعونُ حين ينظر إليها أن مقدرته تعجزُ عن مثل ما أُوتيتما، فعلتُ، ولكني أرغبُ بكما عن ذلك، وأزوِّيه عنكما، وكذلك أفعلُ بأوليائي، وقديماً ما خرتُ لهم في ذلك، فإني لأذودُهم عن نعيمها ورخائها كما يذود الراعي الشفيقُ غنمَه عن مراتع الهلكة، وإني لأنّجَنبهم شهوتَها وعيشتَها كما يجنبُ الراعي الشفيقُ إبلَه عن مبارِكِ الغرة، وما ذلك لهوانهم عليَّ، ولكن ليستكملوا نصيبَهم من كرامتي سالماً موفراً، لم تكلِمْه الدنيا، ولم يُطْغِه الهوى، واعلم أنه لم