للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبي بن كعبٍ، قال: ما مِنْ عبد ترك شيئًا لله، إلا أبدَلُه الله به ما هو خيرٌ منه من حيثُ لا يحتسب، وما تهاون به أحدٌ، فأخذه من حيث لا يصلح، إلا آتاه الله -عَزَّ وَجَلَّ- ما هو أشدُّ عليه منه من حيث لا يحتسب (١).

وبه إلى أبي نعيمٍ: ثنا أحمدُ بن جعفرٍ: ثنا أبو بكرِ بن النعمانِ: ثنا محمدُ بن سعيدٍ: ثنا أبو جعفر الرازيُّ، عن الربيعِ بن أنسٍ، عن أبي العاليةِ، عن أبي بن كعبٍ، قال: المؤمنُ بينَ أربعٍ: إن ابتُلي صبر، وإن أُعطي شكر، وإن قال صدق، وإن حكم عدل، فهو يتقلَّب في خمسة من النور، وهو الذي بقول الله -عَزَّ وَجَلَّ -: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} [النور: ٣٥]، فكلامُه نور، وعملُه نور، ومدخلُه في نور، ومخرجُه نورٌ، ومصيرهُ إلى النور يومَ القيامة، فكيفما تقلب، فهو في النور. والفاجرُ يتقلَّب في خمسة من الظُّلَم، فكلامُه ظُلمة، وعملُه ظلمة، ومدخلُه ظلمة، ومخرجُه في ظُلمة، ومصيرُه إلى الظلمةِ يومَ القيامة (٢).

ولهذا قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ" (٣).

وبه إلى أبي نعيمٍ: ثنا أبو أحمدَ محمدُ بن أحمدَ: ثنا عبد الله بن محمدٍ: ثنا إسحاقُ بن راهويه: ثنا الفضلُ بن موسى، عن الوليدِ بن جُميع، عن أبي الطفيل، عن حذيفةَ، قال: ثلاثُ فتنٍ: والرابعةُ


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٢٥٣).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٢٥٥).
(٣) رواه البخاري (٢٣١٥)، ومسلم (٢٥٧٩)، عن ابن عمر -رضي الله عنهما-.

<<  <   >  >>