للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيئًا، فقالوا: نعطيه خيرًا من ثمنها، فأبى (١).

وبه إلى أبي نعيمٍ: ثنا إبراهيمُ بن عبد الله: ثنا محمدُ بن إسحاقَ: ثنا قتيبةُ بن سعيدٍ: ثنا كثيرُ بن هشامٍ: ثنا جعفرُ بن برقانَ: ثنا ميمونُ بن مهرانَ: أن امرأةَ ابن عمر عوتبت فيه، فقيل لها: أما تلطفين بهذا الشيخ؟ فقالت: فما أصنعُ به؟ لا نصنع له طعامًا إلا دعا عليه من يأكله، فأرسلَتْ إلى قوم من المساكين كانوا يجلسون في طريقه إذا خرج من المسجد، فأعطتهم، وقالت لهم: لا تجلسوا بطريقه، ثم جاء إلى بيته، فقال: أرسلوا إلى فلان، وإلى فلان، وكانت امرأته أرسلتْ إليهم بطعام، وقالت: إن دعاكم، فلا تأتوه، فقال ابن عمر: أردتم أن لا أتعشى الليلةَ، فلم يتعشَّ تلك الليلة (٢).

ولو ذهبنا نذكر جميعَ حكايات كرمه وجوده، وخيره ودينه، لطال بنا الأمر، وبلغ عدة مجلدات، وكل ذلك يردُّ قولَ هذا الغبيِّ (٣) الذي قد أفسدَ على نفسه أمرَ آخرته؛ من أنه بخيل، وكيف افترى ذلك وتقوَّله، وحكاياتُ بخلهِ وبخلِ أستاذه (٤) مشهورةٌ.

* وقد ذكر ابنُ عبدِ ربِّه عبدَ الملكِ يذمه، وأنَّه من البخلاء [...].

وذكر عنه حكاياتٍ عديدةً في ذلك، منها:

أنه أكل عنده مرة أعرابي، فتأخر بعد الناس، فجعل يلاحظه، فقال


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٢٩٨).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٢٩٨).
(٣) يعني: الحجَّاج.
(٤) يعني: عبد الملك بن مروان.

<<  <   >  >>