للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَنْفَعُكَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- بِهِنَّ؟ احْفَظِ الله يَحْفَظْكَ، احْفَظِ الله تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إلى الله في الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ في الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ الله، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ، فَاسْتَعِنْ بِالله، جَفَّ القَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، وَلَوِ اجْتَمَعَ الخَلْقُ عَلَى أَنْ يُعْطُوكَ شَيْئًا لَمْ يَكْتُبْهُ الله لَكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَعَلى أَنْ يَمْنَعُوكَ شَيْئًا كَتَبَهُ الله لَكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، فَاعْمَلْ لله بِالرِّضَا في اليَقِينِ، وَاعْلَمْ أَنَّ في الصَّبْرَ عَلَى ما تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيراً، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا" (١).

وقد قال الله -عَزَّ وَجَلَّ- في كتابه {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: ٥ - ٦].

قالوا: ولن يغلب عسرٌ يُسرينِ.

وبه إلى الحافظِ أبي نعيمٍ: ثنا أحمدُ بن السنديِّ: ثنا الحسنُ بن علويه: ثنا إسماعيلُ بن عيسى: ثنا إسحاقُ بن بشرِ، عن جويبرٍ، عن الضحاكِ، عن ابن عباسٍ: أنه قال: يا صاحبَ الذنب! لا تأمنْ من سوء عاقبته، ولَمَا يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته، فأولُ ذلك قلةُ حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال، وأنت على الذنب أعظمُ من الذنب الذي عملته، وضحكُك وأنت لا تدري ما الله صانعٌ بك أعظمُ من الذنب، وفرحُك بالذنب إذا ظفرتَ به أعظمُ من الذنب، وجرأَتُكَ على الذنبِ أعظمُ من الذنبِ إذا ظفرتَ به، وخوفُك من الريح إذا حركَتْ سترَ بابك وأنتَ على الذنبِ لا يضطربُ فؤادُك من نظرِ الله إليكَ أعظمُ من


(١) ورواه هناد بن السري في "الزهد" (١/ ٣٠٤).

<<  <   >  >>