للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما السُّوقة، فعصبة فَسَقَة، لا يرعَوُون عن قبيحٍ ارتكبوه، ولا يروعون في خير فعلوه، بَخَسوا الميزان, واستعملوا البهتان، تركوا الديانة، واستعملوا الخيانةَ، وقلةَ الأمانة، فإذا كان هؤلاء الباغون [...] يستجاب دعاه، أو من يغضب لغضبه، إلا أتاه، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

هذا حال الرجال، وأما الصبيان، فكما قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: ٢٧]، فكلهم فَجَرة، لا يتعلمون خيرًا، ولا يحرصون عليه، وإنما يحرصون على الشر واللواط، والكلام القبيح من الصغر، فكيف [....] هؤلاء وكيف ينسون؟

وأما النساء، فقد صار أكثرُهن قِحاب، أَبخس وأنجس من الرجال [.......].

فيا أيها الدجال! ما أقعدَكَ عن الخروج؟ فقد جاء وقتُك، وما أخَّرك عن الظهور، فقد وُجد أنصارُك وأعوانك، فهذه جنودُك قد كثرت، وهذه أعوانُك قد ظهرت، وهذه عساكرُك قد إنتشرت، كنا نخبر الناس أنك تختفي في البرذعة، فالبرذعة قد فرغت، وصرنا نقول: إنك تعمل في الحزام، فالحزام قد تم.

وصرنا نقول: إنك تصنع اللجام، فاللجام قد انتهى.

صرنا نقول: إنك في فكرة ترتيب عسكرك، وتهيئة آلتك من جنة أو نار، وثريد وطعام، وماء ومُدام، فكأنا بك وقد أشرفتْ أعلامُك، ونُصبت راياتُك وخيامُك، وبرزَ إليك كلُّ يهودي ومنافق، وكلُّ شيطان ناعق، وكلُّ كلب وكلبة، وكل عِلْق وقَحْبَة.

<<  <   >  >>