فانظر بعين الإعتبار، وتأدب مع الله، ومع عباد الله، وقد وقع لكثير من النساء الفواجر: أنه تزوج بها رجل من الأخيار، فتكرهه وتبغضه، وتناكده حتى يطلقها، وتتزوج بعده برجل من الأشرار، فيبغضها ويناكدها، وتذل معه، ويذيقها الذل والهوان، ويستوفي حق ذلك الصالح.
وقد رأينا كثيرًا ممن قتل شخصًا، نشأ له ولد فقتله.
ورأينا كثيرًا ممن أكل مال أيتام غيره، أكل الغيرُ ماله حين مات.
وقد روينا أن في بعض الكتب، يقول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: ابن آدم! كما تدين تدان، وكما تزرع تحصد.
ورأينا كثيرًا ممن رَبَّى أولادَ غيره، وحَرَصَ عليهم، يَسَّرَ الله له من ربى أولاده، وحرص عليهم.
ورأينا كثيرًا من الناس اتخذ صبيًا يلوط به، فنشأ وكبر، واتخذَ أولادَ ذلك بعده يلوط بهم.
ورأينا كثيراً من الأشرار تسلَّط على ناس من أهل الخير، فسلط الله عليه مَنْ هو أقوى منه، فآذاه بنحو ما آذى ذلك.
وقد روينا في كتاب "الزهد" للإمام أحمد: يقول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: أَنتقمُ من الظَّلَمَة بالظلمة، وأَنتقمُ من الظلمة جميعًا (١).
(١) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٣٣٥٨)، ولفظه: أنتقم ممن أبغض بمن أبغض ثم أصير كلاً إلى النار.