ولكن طائفة من أصحاب أحمد وأبي حنيفة وغيرهما استحبوا الدعاء بعد الفجر والعصر. قالوا: لأن هاتين الصلاتين لا صلاة بعدهما فتعوض بالدعاء عن الصلاة. واستحب طائفة أخرى من أصحاب الشافعي وغيره الدعاء عقيب الصلوات الخمس.
وكلهم متفقون على أن من ترك الدعاء لم ينكر عليه، ومن أنكر عليه فهو مخطئ باتفاق العلماء، فإن هذا ليس مأمورًا به، لا أمر إيجاب ولا أمر استحباب في هذا الموطن، والمنكر على التارك أحق بالإنكار منه؛ بل الفاعل أحق بالإنكار، فإن المداومة على ما لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يداوم عليه في الصلوات الخمس ليس مشروعًا؛ بل مكروه كما لو داوم على الدعاء قبل الدخول في الصلوات .. فإنه مكروه ... والأحاديث الصحيحة تدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو دبر الصلاة قبل السلام ويأمر بذلك». «مجموع الفتاوى»: (٢٢/ ٥١٣ ــ ٥١٢). وانظر «مجموع الفتاوى»: (٢٢/ ٤٩٢). (٢) ورد هذا الدعاء بألفاظٍ مختلفة عند أحمد (١٩٩٧)، وأبو داود (١٥١٠، ١٥١١)، والترمذي (٣٥٥١)، وابن ماجه (٣٨٣٠)، وابن حبان (٩٤٧، ٩٤٨)، وغيرهم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.