وحدّثني أيضًا: قد كنتُ أستكتب شعرًا لبعض من انحرف عن الشيخ قد تنقصَّه فيه. وكان سبب قوله ذلك الشعر أنه نُسب إلى قائله شعر وكلام يدلُّ على الرفض، فأُخذ الرجل وأُثبت ذلك عليه في وجهه عند حاكم من حُكام الشرع المطهر، فأمر به فشُهِّر حاله بين الناس، فتوهم أن الذي كان سبب ذلك الشيخ، فحمله ذلك على أن قال فيه ذلك الشعر، وبقي عندي، وكنت ربما أورد بعضَه في بعض الأحيان، فوقعت في عدّة أشياء من المكروه والخوف متواترة، ولولا لطف الله تعالى بي فيها لأتت على نفسي، فنظرت من أين دُهيتُ، فلم أر لذلك سببًا إلا إيرادي لبعض ذلك الشعر، فعاهدت الله أن لا أنوّه بشيء منه، فزال عني أكثر ما كنت فيه من المكاره، وبقي بعضه، وكان ذلك الشعر عندي فأخذته وحرقته وغسلته، حتى لم يبق له أثر، واستغفرت الله تعالى من ذلك، فأذهب الله عني جميع ما كنت فيه من المكروه والخوف، وأبدلني الله به عكسه، ولم أزل بعد ذلك في خير وعافية، ورأيت ذلك حالًا من أحوال الشيخ ومن كرامته على الله.
وحدثني أيضًا قال: أخبرني الشيخ ابن عماد الدين المقرئ المطرّز قال: قدمت على الشيخ ومعي حينئذ نفقة، فسلّمت عليه، فردّ عليّ ورحّب بي، وأدناني ولم يسألني هل معك نفقة أم لا. فلما كان بعد أيّام وقد نفِدَت نفقتي أردت أن أخرج من مجلسه بعد أن صليت مع الناس وراءه، فمنعني وأجلسني دونهم، فلما خلا المجلس دفع إليَّ جملة دراهم، وقال: أنت الآن بغير نفقة، فارتفق بهذه، فعجبت من ذلك، وعلمت أنّ الله كشَفَه على حالي أوّلًا لما كان معي نفقة، وآخرًا لما نفِدَت واحتجت إلى نفقة.
وحدّثني من لا أتهمه أنّ الشيخ ــ رضي الله عنه ــ حين نزل المُغل