قطبِ الدين أبي البركات موسى، بن الصدرِ ضياء الدّين أحمد، بن الحسين بن بَدران بن أحمد الحَنبلى المعروف بـ "ـابن شيخِ السَّلامِية". مولده سنة ستَّ عشرةَ وسبعمائة، وقيل اثنتى عشرة، وهو يوم ... . كذا قيل، سمع من أبي العباس الحِجازِىّ وغيره وأجازَ له جماعة باستدعاءِ الحافظ الذَّهبى، وتفقَّه ودرَّس وأفتى وصنَّف، ودرس بالحَنْبَلِية قديماً في جمادى الأولى سنة ست وأربعين وهو شاب عوضًا عن القاضي عزّ الدين بن مُنَجَّى، ودرس في أول هذا العام بمدرسة السُّلطان حسن ذكرهِ ابنُ كثير في "ذيلِ تاريخه" وقال: اشتَغل بالفقه فحصل وبَرع وصنَّف وجمعَ، ودرَّسَ بالحَنْبَلِية وله تَعاليق منها تقييد على "إجماع ابن حَزْم"، واستدراكات جيّدة، وشرح في "أحكام المَجْدِ" قطعةً جيدة صالحةً، وكان له اطلاع جيد، ونقل مفيد على مذاهبِ العُلماء المَشهورة والعَربية، واعتناءٌ جيّد بنصوص أحمد، وفتاوى ابن تَيْمِيَّة وله فيه اعتقاد صحيح، وقبولٌ ما يقول سَديد ونُصرة، ويُوالى عليه ويُعادى فيه.
وقالَ ابنُ رافع (١): جَمَعَ على "المُنْتَقَى في الأحكام" عدّة مجلداتٍ، وله كتابُ "نَقْض الِإجماع". وذكر غيره أنه كتب على "المُنْتَقَى" عدّةَ أسفارٍ، واختَصر "شرح الهداية" للشيخ مجد الدين. قلتُ: وله كتاب "الآداب الشرعية" في مُجلدين، وكتاب "النُّكت على المحرر" في مجلدين، وله تعاليقٌ كثيرة، وجمعَ بخطّه فوائدَ كثيرة ومعاني