ذيل به على طبقات القاضى ابن أبى يعلى الفراء الذى تقدم ذكره، وجعله طبقات ابتدأ بأصحاب القاضى وفيات سنة (٤٦٠ هـ) حتى سنة (٧٥١) عند ذكر أخبار شيخه الإِمام محمد بن أبى بكر ابن قيِّم الجَوْزِيَّة - رحمه الله -.
فجاء الكتاب أتم وأوفى كتاب عرفته صنف فى طبقات الحنابلة حتى اليوم، أورد فيه من الفوائد والأخبار شئ كثير لا يوجد فى غيره.
ومع هذا فقد فاته كثيرٌ من العلماء استدرك بعضهم ابن مُفلح كما سيأتي، والغريب فى الأمر أنه أهمل كثيرًا من علماء المذهب الذين ذكرهم والده فى معجم شيوخه، وهو يعرفهم جيِّدًا؛ لأن معجم شيوخ والده كان تحت يده، وعلق عليه تعاليق مفيدة، كما يظهر ذلك من كلام ابن قاضى شُهبة الذى انتقى من معجم شيوخِ شهاب الدّين ابن رجب، فإننى رأيته يضع على بعض الزِّيادات فى التراجم علامة (من - إلى) ويقول فى هامش الورقة: "من خط ولده زين الدين".
وهذه التراجم داخلة فى فترة ابن رجب فلعلَّ له عُذرًا فى ذلك يَخفى علينا، والله تعالى أعلم.