للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والنحو والأصول والحديث وغير ذلك، وولى قضاءَ دمشق، وجدت غالب كتب ابن رجب بخطِّه، ونَظَمَ من "مفردات الِإمام أحمد" (١) وأفتى ودرَّس ورأس ومُدِحَ بالعلمِ توفى سنة عشرين وثمانمائة بالصَّالِحِيَّة ودفن بمقبرة شيخ الِإسلام أبى عُمر ورِثاه شَعْبان (٢) ناظم الألفية (٣) فقال (٤):

ما كان ظَنّى أن يكوِن عَزَائى ... فيمَن أُحبّ من الزَّمانِ جزائِى

قد كنتُ آمل عيشةً مرضيَّةً ... بين الوَرى رَغَدًا بغيرِ عَنَاءِ

فأتى الحِساب بغيرِ ما أمّلتُهُ ... رَمَتِ المنيةُ بالفراق مِنائى

آهًا على زَمَنٍ مضى بأحبّةٍ ... كانوا شفاءً فى الأنام لِدَائِى

كانوا فبانُوا والفؤاد لبيَنِهم ... أضَحى حليفَ تأسُّفٍ وبَلاءِ

يا راحِلِين إلى الثَّرى ورُبوعهم ... أمستْ قفارًا لا تُجِيْبُ ندائِى

ما حال عبدٍ قد تولى عِزُّهُ ... وغَدا ذليلًا ميّت الأعضاءِ

يا سادةً كانوا لراجى قُربهم ... غَوثًا على السَّراءِ والضَّراءِ

إزورَّ عيشى بالفِراق كيفَ لا ... ونزلتُموا منّى على الزَّوراءِ


(١) اسمه: "النظم المفيد الأحمد فى مفردات الإمام أحمد".
(٢) شعبان بن محمد الآثارىّ: (٧٦٥ - ٨٢٨ هـ).
أديبٌ نَحوىٌّ لغويٌّ خطَّاطٌ مشهورٌ له مؤلفات جيّدة فى النحو رأيت بعضها، والآثارى: نسبة إلى الآثار النَّبوية، قال:
لأنَّنى خادِمُ الآثارِ لىْ نَسَبًا ... أرجو بها رَحْمَةَ المَخْدُوم للخَدَم
موصلى الأصل قُرشىّ النِّسبة مِصرى الإقامة والوَفاة.
أخباره فى الضَّوء اللامع: ٣/ ٣٠١، وإنباء الغُمر: ٣/ ٣٥٣، والشَّذرات: ٧/ ١٢٩. ولم يثنِ عليه الحافظ ابن حجر. رحمه الله.
(٣) ألفيته تعرف بـ "كفاية الغلام فى إعراب الكلام" وهى عندى بخطِّه وشَرحها فى ثلاثة أجزاء وقفت على اثنين منها. وله كتب أخرى وقفت على أكثرها فى فنون مختلفة وله سند رواية النحو متصلة بأمير المؤمنين نظمًا ثم نثرًا.
(٤) لم أقف على هذه القصيدة فى مصدر آخر.