للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فتأسَّ بالمُختار ماتَ وبَيْتُه ... خالٍ من الصَّفراء والحمراءِ

خيرُ الأنام وطال ما فى يَثْرِبٍ ... صيّرت (١) محاسنه عن الأعداء؟ كذا

لكن أيادِى جودِه ونَوالِه ... تجرى لزِائرِه مع الوفاء كذا (٢)؟

لا تَخش عزَّ الدين من نوبِ القَضا ... يا ضَيْف ساحةِ أكَرمِ الكُرماءِ

حاشا الكريمَ بأن يُخَيّبَ عبدَه ... يا ربنا يا أرحَم الرُّحماءِ

يا مَن يَمُنُّ على العبادِ بفَضلِه ... وبجودِه الأموات والأحياءِ

أسبغ عليه رحمةً واغفر لَه ... يا جابِرَ المكسورِ والفُقَراءِ

وأفض عليه من (٣ خزائنه الذى ٣) ... ليكونَ فى الأخرى مع العتقاءِ

أمحمدٌ قضيّتها فَلكَ الهنَا ... زالَ العنا بالسّتر والأعضاء

قد كنتَ فينًا محسِنًا مُتَفَضِّلاً ... فجُزِيتَ عن شَعبانَ خيرَ جزاءِ

لم أنسَ جودك إذ أتيتُ بجلَّقٍ ... أصلًا ولا فى مكةَ الغَرّاءِ

يا صاحبٌ ما مثله من صاحبٍ ... أبدًا ولا فى النَّوم والإغفاءِ

لو أمكن الِإنسان دفنَ حَبيبه ... فى قلبه لدُفنت فى الأحشاءِ

مَن شاءَ بعدك يا محمدٌ فالْيَمُتْ ... فعلَيكَ كنتُ أخافُ من رقباءِ

لكن وحَقّك (٤) فى الزَّمانِ بقيةً ... بالفالحين السّادة العلماءِ

فالله يبُقيهم ويرحمُ من مضَى ... منهم ويَحفظُهُمْ من الأسواءِ

ما كنتُ أقنعُ بالمدِيح وإنَّما ... أصبحتُ أقنعُ بعده برثاءِ

خُدها يتيمة خادِمٍ من شوقه ... وافى إليك ببنْتِه العذراءِ

تَجزيه أجرَ ثوابٍ ما قدَّمتُهُ ... فلذا أتت تَمشى على استحياءِ


(١) كتب على فى الأصل: فوق هذه الكلمة: "كذا" ولعلها: "صُرِفَتْ ".
(٢) كتب فوقها فى الأصل: "كذا". والبيت بها يستقيمُ وزنًا.
(٣ - ٣) في فى الأصل، ولعل صحة العبارة: "خزائنك النّدى".
(٤) وردَ فى هامش اللوحة أمام هذا البيت، هذا لا يسوغ، مراعاة لأنَّه أقسامٌ بحق المخلوق، والحلف لا يكون إلا بالله أو بصفاته. (كاتبه).