ويظهر أن السَّخاوى لم يفعل فجمع العليمى كتابه هذا وابتدأه بترجة الإِمام أحمد ثم أصحابه فى طبقات إلى عصره ذاكرًا لوفياتهم، وفى آخر كل طبقة يذكر العلماء الذين لم تذكر وفياتهم، وربما ذكر فى نهاية الطبقة ذكر الموجودين من أهل العلم بالمذهب فى زمن أشهر شيوخ الطبقة سواءًا أكانُوا من طلابه أم من غير طلابه؟
وكثيرًا ما نجده يذكر العالم فلا تسعفه المصادر بالمعلومة فيسوقُ اسمَه ومكانَ إقامته فقط، ويترك المجال مفتوحًا لمن أراد أن يضيف فى تَرجمته ما شاءَ، لأنه لم يهتَدِ إلى أخباره ولكنه لا يُمهله لعدم توافر الأخبار، وهذا منهج جيد لمن أراد الاستقصاء.
وتظهر قيمة كتاب العُليمى هذا: فى التَّراجم التى استدركها على ابن رجب من العلماء الذين أخل بهم أو أتوا بعده، وقد استفاد كثيرًا من كتاب ابن مفلح "المقصد الأرشد" مصرحًا بإِفادته منه، وقد رأيته ربما نقل الترجمة بأكملها عنه لا غير. وهذا لا يقلل من قيمته ولا يحط من شأنه لاسيما أنه يعزو هذه النصوص إلى أصحابها.
هذا منهج سار عليه فى كتابه، وربما نقل فى بعض التَّراجمِ فوائدَ عن الشيخ من فتاواه أو نوادره وطرائفه وأشعاره، أو بعض مناقشاته فى مسائله العلمية مقتديا بسلفه الشَّيخ زين الدِّين ابن رجب رحمه الله.
وطبع الجزء الأول والثانى من المنهج الأحمد بالقاهرة سنة (١٣٨٣ هـ) بتحقيق الشيح محمد محيي الدين عبد الحميد وهما أقل من نصفِ الكتاب، يصل المطبوع إلى آخر ترجمة الإِمام الوزير عون الدين يحيي ابن محمد بن هُبيرة الذُّهلى الشَّيبانى (ت ٥٦٠ هـ).