كتاب من بحوث ماهر الفحل

نماذج من تحقيق الهداية للكلوذاني - الهداية ٥ - ج: 21 - ص: 23

ولاَ يُسَنُّ لها الخُطْبَةُ وإِنَّمَا يَدْعُو، والأَوَّلُ أَصَحُّ (١) . فَإِذَا صَعَدَ المِنْبَرَ جَلَسَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ خُطْبَةً وَاحِدَةً يَفْتَتِحُهَا بالتَّكْبِيْرِ كَمَا يَفْعَلُ في خُطْبَةِ العِيْدِ، ويُكْثِرُ مِنَ الصَّلاَةِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ويَقْرَأُ فِيْهَا: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ / ٥٠ و / إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً ... الآيَاتِ} (٢) ، ويَرْفَعُ يَدَيْهِ فَيَدْعُو بِدُعَاءِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيْثاً مَرِيّاً هَنِيْئاً مُرِيْعاً غَدَقاً (٣) مًجَلَّلاً (٤) سَحّاً (٥) عَامّاً طَبَقاً دَائِماً. اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغَيْثَ ولاَ تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِيْنَ. اللَّهُمَّ سُقْيَا رَحْمَةٍ ولاَ سُقْيَا عَذَابٍ، ولاَ مَحْقٍ (٦) ولاَ بَلاَءٍ ولاَ هَدْمٍ ولاَ غَرَقٍ، اللَّهُمَّ بالعِبَادِ والبِلاَدِ والخَلْقِ مِنَ البَلاَءِ والجَهْدِ والضَّنَكِ (٧) مَا لاَ نَشْكُوهُ إلاَّ إِلَيْكَ. اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لَنَا الزَّرْعَ وَأَدِرَّ لَنَا الضَّرْعَ، واسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ. اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا الجَهْدَ والجُوْعَ والعَرِيَّ (٨)

---

(١) انظر: الروايتين والوجهين ٢٣/ ب.
(٢) نوح: ١٠ – ١١.
(٣) الغدق: الكثير، والماء الغدق: الماء الكثير. انظر: الصحاح ٤/١٥٣٦ (غدق) .
(٤) أي: يعم الأرض بمائه ونباته. انظر: النهاية ١/٢٨٩.
(٥) سحَّ الماء سحّاً، أي: سال من فوق. انظر: الصحاح ١/٣٧٣ (سحح) .
(٦) المحق: النقص والمحو والإبطال. انظر: النهاية ٤/٣٠٣، والصحاح ٤/١٥٥٣ (محق) .
(٧) الضنك: الضيق. انظر: الصحاح ٤/١٥٩٨ (ضنك) .
(٨) الريح الباردة. انظر: المعجم الوسيط: ٥٩٧.