للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على أن الحافظ العراقي لم يكتفِ بكل ما أتاحه له بحر الرجز من جوازات؛ ليفيد من مبدأ الضرورة الشعرية بشكل واسع جداً، حتى أصبحت الضرورة شيئاً ثابتاً في أبيات " التبصرة "، وهذا يدلّل بشكل واضح على تمكن الحافظ وقدرته على الإفادة مما تتيحه اللغة من ضرورات وإن كان في تكرار بعضها في البيت الواحد ثقل كان يمكن تجاوزه، ومن أبرز الضرورات في نظم الحافظ:

١. إدراج الهمزة، كقوله (٧٨) :

في البابِ غيرهُ فذَاكَ عِنْدَهْ ... مِنْ رأيٍ اقْوَى قَالَهُ ابنُ مَنْدَهْ

وقوله (١٣٩) :

مَعْرِفَةُ الرَّاوي بالاخْذِ عَنْهُ ... وَقِيْلَ: كُلُّ مَا أتانا مِنْهُ

وقوله (١٥٣) :

تَدْلِيْسُ الاسْنَادِ كَمَنْ يُسْقِطُ مَنْ ... حَدَّثَهُ، وَيَرْتَقِي بِـ (عَنْ) وَ (أنْ)

٢. تسكين بعض الحروف المتحركة:

كقوله (٨٢) :

كَمُسْنَدِ الطَّيَالِسيْ وَأَحْمَدَا ...............

وقوله (١٦٢) :

............... وَلِلْخَلِيْلِيْ مُفْرَدُ الرَّاوي فَقَطْ

٣. قصر الممدود،

كقوله (١٣٦) :

............... مِنْ دُلْسَةٍ رَاويْهِ، واللِّقَا عُلِمْ

وقوله (١٧٠) :

............... خَاتَمَهُ عِنْدَ الخَلا وَوَضْعِهْ

٤. صرف الممنوع من الصرف،

كقوله (٨٠٩) :

............... أو سَهْلٌ او جَابِرٌ او بِمَكَّةِ

وقوله (٨١٦) :

وَقِيْلَ: إِفْرِيْقِيَّةٍ وَسَلَمَهْ ...............

وقد يجمع الحافظ بين ضرورتين في موضع واحد، كقوله (٨٦٤) :

وَاعْنِ بِالاسْمَا والكُنَى وَقَدْ قَسَمْ ..................

والأصل (بالأسماء) فقصر الممدود وأدرج الهمزة.

وقوله (٨٦٧) :

.................. النُّوْنُ فِي أبي قَطَنْ نُسَيْرُ

فقد سكّن النون من (قطنْ) وأدغمها في نون (نسير) .

وقد تتوالى الضرورات في شطر واحد مما يولد ثقلاً في قراءة البيت،

كقوله:

............... أو سَهْلٌ او جَابِرٌ او بِمَكَّةِ

فقد أدرج الهمزة في موضعين في (أو) الثانية والثالثة مما يجعل البيت مستثقلاً عند قراءته.

<<  <   >  >>