للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٢- كان طابع النقاش العلمي آنذاك يمتاز بعرض النتيجة ومن ثم ملاحظة الاعتراضات عليها والتي تسمى إيرادات أو اعتراضات، ومما يشيد تلك النتيجة أن يجاب عن اعتراضاتها المتوقعة مسبقاً، وهذا ما انتهجه العراقي في شرحه (١) .

١٣- توضيحه لمصادر كلام بعض العلماء، مثل بيانه لمصدر تحديد النووي لمعنى مصطلح: على شرط الشيخين (٢) . ومثل بيانه لمصدر كلام ابن الصلاح في تصحيح حديث ((لولا أن أشق ... )) من طريق محمد بن عمرو (٣) .

١٤- كان الحافظ العراقي حريصاً على إفادة القارئ: وبما أنه التزم أن يكون شرحه مختصراً؛ لذا كان من منهجه أن يحيل إلى كتبه الأخرى في المواطن التي تحتاج إلى إسهاب ولا يحتمل المقام ذلك (٤) .

١٥- نقل أقوال الأئمة التي تعضد ما يروم التدليل عليه، وتوظيفها بمثابة ركائز تعزّز مراده (٥) .

١٦- وضع العراقي الأمانة العلمية نصب عينيه، فكان حريصاً على نسبة كل قول وفائدة إلى صاحبها إيماناً منه بأن بركة العلم نسبته إلى أهله، إلا أنه خالف هذا النهج في موطن واحد فقط نقل فيه بضعة عشر نصاً عن جامع الخطيب حذف أسانيد الخطيب منها وساقها تباعاً من غير نسبة إليه (٦) وكان هذا من الحافظ العراقي لسببين اثنين:

الأول: طول أسانيد الخطيب - لاسيما مع بضعة عشر نصاً - والتزامه الاختصار غير المخل في شرحه.

الثاني: أنه لم يغفل قرينة تدل على عدم كون النص له، وهي قوله قبل سياقته النص: " روينا " وهذا إمعان منه في العمل بمقتضى أمانته العلمية.

١٧- فهمه دقائق وإشارات كلام ابن الصلاح، فهماً منقطع النظير (٧) . وعليه يصدق قول الشاعر:


(١) انظر مثلاً: ‍/ ١١٥ و ١٢٣ و ١٥٨ و ١٦١ و ١٩٧ وغيرها.
(٢) ١/ ١٢٨.
(٣) ١/ ١٦٠.
(٤) انظر مثلاً: ١/ ١١١ و ١٢٩ و ١٣٦.
(٥) انظر مثلاً: ١/ ١١٣ و ١٩٢ و ٢٢٤ و ٢٢٥.
(٦) ٢/ ٢٦٢.
(٧) انظر مثلاً: ١/ ١٨٥ و ٢١٦ و ٢٣٩.

<<  <   >  >>