للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

((يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنَّة)) فطلعت َ أنت الثلاث مرارٍ، فأردتُ أنْ آوي إليك، لأنظرَ ما عملك، فأقتدي به، فلم أرَكَ تعملُ كثيرَ عملٍ، فما الذي بلغ بك ما قالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما هو إلا ما رأيتَ. قال: فلما ولّيتُ دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيتَ، غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خيرٍ أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغتْ بكَ، وهي التي لا نطيق.

[الغش]

إياك أخي المسلم أن تغش أخاك المسلم فقد قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((من غَشَّ فليس

مِنِّي)) (١) وللغش مظاهر، ومن أعظم الغش غش الراعي لرعيته وقد قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:

((كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)) (٢) وكذا غش القائد لجنده، والرئيس لمرؤوسيه وصاحب العمل لعماله، ورب الأسرة لأسرته وقد قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من عبدٍ يسترعيه اللهُ رعيةً يموتُ يومَ يموتُ وهو غاشٌ لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة)) (٣) .

ومن الغش: الغش التجاري الذي يتعدى فيه الغاش على مال الغير، ولو كان شيئاً يسيراً؛ ليحصل عليه بالحرام عن طريق الكذب، والكتمان أو إخفاء عيوب السلعة أو البخس في الميزان. وكذلك من أخطر أنواع الغش الغش في العلم؛ لأنَّ الغاش حينما يحصل على شهادة بالغش، ربما يحصل على مال حرام بذلك؛ لذا فإنَّ الغش في الامتحانات من أخطر الكوارث.


(١) أخرجه: مسلم ١/٦٩ (١٠٢) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) أخرجه: مسلم ٦/٨ (١٨٢٩) من حديث ابن عمر - رضي الله عنه -.
(٣) أخرجه: البخاري ٩/٨٠ (٧١٥٠) و (٧١٥١) ، ومسلم ١/٨٨ (١٤٢) (٢٢٩) من حديث معقل بن يسار - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>