للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهؤلاء المؤمنون الصادقون المعادون لأعداء الله؛ هم الذين كتب الله الإيمان في قلوبهم، ﴿وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ﴾ وهؤلاء هم حزب الله، وحزب الله هم المفلحون، وقد ذكر الله هؤلاء في مقابل حزب الشيطان، وهم: الكفار والمنافقون الذين قال الله فيهم: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُون (١٨) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُون (١٩)[المجادلة]، هما حزبان، فعاقبة حزب الشيطان الخسارة، وعاقبة حزب الرحمن الفلاح والفوز، والظفر بالمطلوب والمحبوب والنجاة من المرهوب.

ثم قال الشيخ: «اعلم» أمر بالعلم وفيه توجيه وتنبيه وتعليم، «أرشدك الله لطاعته»؛ أي: وفقك الله وهداك لطاعته، وهذه عادة الشيخ يصدر بعض الدروس بالدعوة لطالب العلم.

«أن الحنيفية ملة إبراهيم: أن تعبد الله وحده مخلصًا له الدين».

الحنيفية نسبة إلى الحنيف، والله وصف إبراهيم بأنه حنيف، قال تعالى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا﴾ [النحل: ١٢٠]، وجاء في الحديث: «بُعثت بالحنيفية السمحة» (١)، قال : ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين (١٢٣)


(١) أخرجه أحمد (٥/ ٢٦٦) من حديث أبي أمامة ، وضعفه ابن رجب في «فتح الباري» (١/ ١٤٩)، والعراقي في المغني (٤/ ٢٣٤)، وانظر: المقاصد الحسنة (٢١٤) فقد ذكر له عدة شواهد.

<<  <   >  >>