يوم القيامة، ويُقال له الساعة، ويوم النشور، ويوم الحساب، ويوم الدين، قال تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّين (١٧) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّين (١٨)﴾ [الانفطار].
فهذه الحياة الدنيا ليست كما يظنها الكافرون دائمة، وأنها أجيال تنقرض وتذهب، وأجيال تظهر وتنشأ إلى ما لا نهاية؛ لا، الأمر ليس كذلك؛ فهذه الدنيا لها عمر، ولها نهاية وأجل، وأجلها هو: قيام القيامة الذي استأثر الله بعلمه، وكتمه عن خلقه فلا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل.
ثم إذا قامت القيامة وبُعث الناس من قبورهم، جمع الله الأولين والآخرين، ﴿قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِين (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُوم (٥٠)﴾ الآيات [الواقعة].
واليهود والنصارى يؤمنون بالبعث، لكن ليس على الوجه الذي دلت عليه نصوص القرآن والسنة، وإذا آمنوا به وآمنوا بالجنة والنار، فلهم عقائد في البعث وفي الجنة والنار باطلة، ولو آمنوا به إيمانًا صحيحًا لكانوا كفارًا بتكذيبهم رسالة محمد ﷺ.
فالكفر: يكون باعتقاد الشخص عقيدة واحدة من عقائد الكفر أو اثنتين أو ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا، فالمشركون كفروا بأشياء كثيرة: بالشرك وبتكذيب الرسول ﷺ وبجحد اليوم الآخر، فعندهم أنواع من الكفر.