للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يجازى الإنسان على العمل السيئ بأكثر مما عمله، وإنما يجزى بمثل عمله قال تعالى: ﴿مَنْ جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُون (١٦٠)[الأنعام]، وهذا من كمال عدل الله وفضله وإحسانه، واستدل الشيخ لذلك بقوله تعالى: ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا﴾، أما المحسنون فقال الله تعالى: ﴿وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (٣١)[النجم]، فهم يجزون بأفضل مما عملوا، وبأكثر من أعمالهم، والحسنى «فعلى» بمعنى: الأحسن، كما قال : ﴿وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون (٣٣) لَهُمْ مَا يَشَاءونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِين (٣٤) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُون (٣٥)[الزمر]، هذا الشاهد: ﴿بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُون (٣٥)﴾.

يقول الشيخ : «وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين» بعد ما ذكر الشيخ من أصول الإيمان البعث والحساب والجزاء؛ ذكر أصلًا آخر من أصول الإيمان وهو الإيمان بالرسل.

فالله أرسل الرسل لقطع العذر وإقامة الحجة، حتى لا يقول قائل: ﴿لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً﴾ [طه: ١٣٤]، فهم مرسلون ليبشروا من أطاعهم بوعد الله وثوابه وكرامته، وينذروا من عصاهم بالعقاب.

«والدليل قوله تعالى: ﴿رُّسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ [النساء: ١٦٥]».

«و» هؤلاء الرسل «أولهم نوح ، وآخرهم محمد » بعث الله نوحًا إلى قومه، وهم أهل الأرض إذ ذاك لما حدث فيهم الشرك،

<<  <   >  >>